مَعْدُودَة وألوية معقودة وخزائن منقودة
وَكَانَ الشريف يَوْمئِذٍ بينبع فحط الباشا على أَطْرَافه وتأهب حمود فِي حَاشِيَته وأشرافه وَفِيهِمْ مُحَمَّد بن يحيى بن زيد فابتدأ الْحَرْب حمود فصدمهم بخميس هُوَ غرته وجيش لَا يَتَّقِي بالسابري معرته قلب جنبيته ذُو أحسن قد أشرعوا خرصانهم وأرخوا أرسانهم
(وَفِي أكفهم النَّار الَّتِي عبدت ... قبل الْمَجُوس إِلَى ذَا الْيَوْم تضطرم)
(هندية إِن تصغر معشرا صغروا ... بحدها أَو تعظم معشرا عظموا)
فلفح بَينهم هجير العراك وَوَقع الِاخْتِلَاط والاشتباك حَتَّى احتست الرماح من أقداح الرؤوس المفلقة وفاضت أَرْوَاح مَا أخالها من الَّتِي هِيَ فِي أَجْوَاف طير خضر معلقَة وقهرت بآخر المعركة صولة الْعِصَابَة الحسنية فاستأصلت شأفة الطَّائِفَة العثمانية
(وأزرق الصُّبْح يَبْدُو قبل أبيضه ... وَأول الْغَيْث قطر ثمَّ ينسكب)
ناهيك أَن لم ينج من العطب إِلَّا من سعد بخته بالهرب وأعيت عَنهُ مواقع الطّلب ثمَّ أَمر الشريف حمود بذخيرة الباشا وشحنته وفيهَا مَا يخجل ضبط نفيسه الأقلام وتقطع لأَجله الأواصر والأرحام فنفح الْأَشْرَاف من تِلْكَ النفائس بجمهور وادخر مَا بَقِي مِنْهَا لعواقب الْأُمُور وَمُحَمّد بن يحيى فِي هَذَا الْحَرْب قلب ساقته وعقاب رايته
وَفِي شعْبَان سَار من بَيت القابعي إِلَى سَوْدَة شظب فصَام بهَا رَمَضَان
وَفِيه أرسل الإِمَام إِلَى حَضْرَة سعد بن زيد نَقِيبًا من الأهنوم يستطلع أَخْبَار الْبَصْرَة وَمَا آل إِلَيْهِ أَمر حمود
وَفِي رَمَضَان توفّي نَائِب جيزان وَأبي عَرِيش الشريف مُحَمَّد بن صَلَاح وَكَانَ فِي نظم الْأَحْوَال وَحفظ أَطْرَاف الْبِلَاد بِمحل عَظِيم وَخَلفه وَلَده الشريف أَحْمد بن مُحَمَّد
وَفِي ثَانِي وَعشْرين مِنْهُ وَهُوَ الثَّالِث وَالْعشْرُونَ من شباط ظهر وَقت الْمغرب من مسْقط الشَّمْس فِي الْمغرب عَمُود