ذَلِك الْحَال وَاسْتمرّ فِي إمارته إِلَى الْجلَال وَكَانَ هَذِه الْأَيَّام بالمبعوث فانتقل إِلَى وَادي فَاطِمَة موفور الْجَانِب محفوفا بِجَمَاعَة من الأتباع والأقارب
وَارْتَفَعت الأسعار بطرِيق مَكَّة هَذِه السّنة وَعدم الْمَطَر فِي الْمَشَارِق فَرَحل أَهلهَا عَنْهَا وَقل فِي غَيرهَا واتصل الْقَحْط بِبِلَاد الْعَجم وَفَارِس حَتَّى أَن بَعضهم بَاعَ وَلَده فِي سد رمقه فَتَفَرَّقُوا فِي الْبِلَاد وألجأهم الْحَال إِلَى دُخُول عمان واتصل الْقَحْط بِمَا وَرَاء النَّهر وبلاد الصين
وفيهَا منع الصفي أَحْمد بن الْحسن عَن رمي الْعَسْكَر إِلَى دائر مَدِينَة صنعاء فَرَأى من يَرْمِي إِلَيْهِ عقيب خُرُوجه من صَلَاة الْعِيد فَضَربهُ قَالَ الرَّاوِي فَحمل إِلَى مَكَانَهُ وَمَات
وَدخلت سنة ثَمَان وَسبعين وَألف فِيهَا اسْتَقَرَّتْ إِمَارَة سعد ووفدت الْأَخْبَار بصلاح الْحَج وتوفر المحامل الْأَرْبَعَة الْيُمْنَى والشامي والمغربي وشرعت الأسعار فِي الإنخفاض
قد ذكرنَا فِي حوادث سنة خمس وَسبعين بعد الْألف أَن عَسَاكِر السلطنة المجهزة على ثغر الْبَصْرَة على حُسَيْن باشا رجعت إِلَى الْأَبْوَاب من غير قتال إِمَّا لعدم الْقُدْرَة عَلَيْهِ أَو للرغبة فِي المَال وَأَن السُّلْطَان رماهم فِي زَوَايَا الإهمال ووبخهم على اتِّفَاق ذَلِك الْحَال فَفِي هَذَا الْعَام وصل إِلَى السُّلْطَان أَعْيَان الْبَصْرَة شاكين بِحُسَيْن باشا أَن عمل بِغَيْر الشَّرْع وَخَالف فِي قضايا الْعقل والسمع وسرى أمره وَعظم زهوه وفخره
فَانْتدبَ لَهُ السُّلْطَان من أكَابِر الشجعان زهاء أَرْبَعِينَ ألفا وَسَارُوا إِلَيْهِ فحين تلاقت المصاف هَلَكت عوالم واصطدمت جماجم وَحين رأى حُسَيْن باشا انحراف قُلُوب الرعايا عَنهُ وَلَا سِيمَا أهل الْبَصْرَة