(كم قُلُوب سعت إِلَى جمرات ... الكرب واستسلمت إِلَى المسعاء)
(ونفوس سَالَتْ على مروة الوجد ... ومالت عَن عهد ذَاك الصفاء)
(ومقام إِبْرَاهِيم لم يَك بردا ... وَسلَامًا عَلَيْهِ نَار الأساء)
(وَلكم قد بَكَى لَهُ الرُّكْن وَالْحجر ... بِعَين من زَمْزَم قرحاء)
(وَترى الْكَعْبَة الشَّرِيفَة لاحت ... فِي حداد الرزية الداداء)
(وحجيج الشَّام لما نعاه ... ذكر الْمُلْتَقى على الصَّفْرَاء)
(وشجى يَوْم مَوته ركب مصر ... فبكاه بدمعة حَمْرَاء)
(أَي رزء عَم البسيطة كربا ... مثل يَوْم الشَّهِيد فِي كربلاء)
(ومصاب لَدَيْهِ جدلت الآمال ... صرعى وأسود وَجه الرَّجَاء)
(لَا تسل عَن عفاته أَيْن صَارُوا ... لَحِقُوا بالعقاب والخنساء)
(حَملته بَنَات نعش فأمسوا ... وهم فِي منَازِل العواء)
(حامليه على السرير رويدا ... لَيْسَ بالمستطاع حمل حراء)
(دافنيه فِي الرمس مهلا أفيقوا ... لَا تواروا بالترب شمس الضحاء)