فزرعت الذّرة وَالْبر وَالشعِير والجلجلان وَلم تنْبت الْفَوَاكِه والبن بعد تَكْرِير الْغَرْس إِنَّمَا كَانَ ينْبت الشّجر وَلَا ينبث لَهُ ثَمَر وَفِي أول جُمَادَى الأولى ظهر نجم فِي الْمشرق لَهُ ذَنْب طَوِيل وَنور مستطيل فِي مِقْدَار سَبْعَة أَذْرع ثمَّ انْتقل إِلَى وسط السَّمَاء واعوج كالقوس ثمَّ عَاد إِلَى الإستقامة وإبتدأ ظُهُوره فِي برج الثور وَقت السحر ثمَّ انْتقل إِلَى الْمغرب ثمَّ عَاد إِلَى الْمشرق وَقبل الْفجْر ثمَّ بعد نَحْو شَهْرَيْن إضمحل وَهُوَ من النيازك وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث النَّبَوِيّ مَا يقْضِي أَن ظُهُورهَا معلم لإرتفاع الأسعار وَقد جرت بذلك الْعَادَات فِي غَالب الْأَوْقَات وَفِيه وَقع بِبِلَاد برط وَقت الْعَصْر صعقات لنجوم خرت من السَّمَاء فَوَقَعت بِبَلَد هُنَاكَ تسمى الْعَنَان وَسمعت أصواتها فِي بِلَاد سُفْيَان وَفِي تَاسِع وَعشْرين من جمادي الْآخِرَة كسفت الشَّمْس وَقت صَلَاة الضُّحَى من يَوْم الْجُمُعَة فِي برج الجدي بعقدة الذَّنب
وفيهَا وصل السُّلْطَان بدر بن عبد الله الكثيري إِلَى الإِمَام من طَرِيق الْجوف وَكَانَ قد أعد للْإِمَام هَدِيَّة فانتهبتها بَدو المعضة عَلَيْهِ أهل الْمشرق وَاسْتَأْذَنَ السُّلْطَان بدر الإِمَام فِي الْحَج وَمَعَهُ ولد أَخِيه فَسَار وَمَات بطرِيق الْحَج فرجح رَأْي الإِمَام أَن يُوَجه للشحر نَائِبا فسير إِلَيْهَا الْفَقِيه أَمِير الدّين الْقرشِي وقرريد ولد السُّلْطَان على ولَايَة حَضرمَوْت وَمَا إِلَيْهَا وَهُوَ السُّلْطَان مُحَمَّد ابْن بدر
وَفِي رَجَب ظهر فِي جبل جبع من مساقط بِلَاد حفاش رجل يُنَادي ويعظ النَّاس وَلَا يعرف لَهُ مَحل مَخْصُوص دخل هيجة لاحمة وتوارى بهَا أَيَّامًا وسمى نَفسه عبد الله وَادّعى تَارَة أَنه واعظ شرِيف وَتارَة أَنه الْمهْدي وَلَيْسَ هَذَا زمَان