وفيهَا نفر جمَاعَة من الْعَسْكَر من حَضْرَة الإِمَام إِلَى سوح بن أَخِيه عز الْإِسْلَام فَمَا زَالَ بهم حَتَّى عَادوا إِلَى حَضرته السامية
وَدخلت سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَألف فِيهَا مَاتَ الْأَمِير الْحُسَيْن بن عبد الْقَادِر صَاحب عدن وَفِي ربيع الأول مِنْهَا مَاتَ الْفَقِيه الْحَافِظ الْعَلامَة عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الحيمي بِصَنْعَاء الْيمن وقبر بجربة الرَّوْض وقبره الْآن مَشْهُور مزور عَلَيْهِ صَخْرَة عَظِيمَة فِيهَا التَّعْرِيف باسمه وحاله وَكَانَ فِي الْحِفْظ لألفاظ السّنة النَّبَوِيَّة نَسِيج وَحده درس مُدَّة فِي الْفُنُون على أَنْوَاعهَا مرجعا فِي الْبَحْث فِي كتاب الْكَشَّاف والعضد وحواشيهما ودرس شطرا من الزَّمَان فِي كتب الحَدِيث كجامع الْأُصُول وَلما قَرَأَ فِي هَذَا الْكتاب القَاضِي شرف الدّين الْحسن بن يحيى حَابِس على الْعَلامَة الْمُفْتِي حضر الْقِرَاءَة القَاضِي وجيه الدّين فَقَالَ لَهُ الْمُفْتِي الْقِرَاءَة فِي التَّحْقِيق عَلَيْك وَالْوُقُوف فِي المغنى بَين يَديك وناهيك باعتراف هَذَا الإِمَام شَهَادَة لهَذَا الْبَحْر اللهام وَللسَّيِّد الْعَلامَة البليغ أَحْمد بن الْحسن بن حميد الدّين جَامع ترويح المشوق عِنْد وَفَاته
(إِن وجيه الدّين حبر ... عصره عالي السَّنَد)
(خير ثِقَات قَامَ بالعلوم ... دهرا وَقعد)
(وحث فِيهَا عزمه ... حِين انتقاها وانتقد)
(بَحر الْكَلَام البرقا ... مُوسَى الصِّحَاح الْمُعْتَمد)
(عَاشَ سعيدا وَمضى ... على السداد منتقد)