(فَمن يبث إِلَيْهِ بعض مَا انطبقت ... عَلَيْهِ أحشاي من وجد وَمن كمد)

قَوْله أَو أَنه صافي فِي البلور أودع فِي الخ جمع بَين مَذْهَب الْفراء فِي نصب الجزئين وَمذهب ربيعَة فِي الْوَقْف على الْمَنْصُوب بِالسُّكُونِ

وَفِي عصر يَوْم الْجُمُعَة ثامن شَوَّال من السّنة الْمَذْكُورَة توفّي السَّيِّد الْعَالم الإِمَام صَاحب الْعُلُوم الَّتِى مِنْهَا بُلُوغ المرام شرح آيَات الْأَحْكَام مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الإِمَام وَدفن بمقبرة الْبُسْتَان إِلَى جنب الْمَسْجِد فِي المشهد الَّذِي بناه على عَمه يحيى بن الإِمَام وَولد لَهُ قد كَانَ مَاتَ قبله بأيام وَكَانَت لَهُ فِي الْعُلُوم الْيَد الطُّولى وَمن مشايخه الْعَلامَة عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الحيمي وَالْقَاضِي الْعَلامَة أَحْمد بن صَالح الْعَنسِي والتفت آخر مدَّته إِلَى الْفِقْه وَكَانَ مَعَ ذَلِك يحب السّنة النَّبَوِيَّة ويعظم أَهلهَا وَمن مؤلفاته أَحَادِيث فِي صفة الْجنَّة وَكَانَ كثير المذاكرة كثير التَّوَاضُع والمؤآنسة والسماحة وألمه القولنج وَلما قَبضه الله إِلَى دَاره وَاخْتَارَ لَهُ حسن جواره عرض الإِمَام بِلَاده على صنوه السَّيِّد عماد الدّين يحيى بن الْحُسَيْن بن الْمَنْصُور فَمَال عَن ذَلِك وأعتل بِمَا الْتَزمهُ من الخمول والميل إِلَى مطالعة كتب الْمَعْقُول وَالْمَنْقُول فعذره الإِمَام وَقرر وَلَده الصفي وَتَخْفِيف التَّكْلِيف من اللطف الْخَفي

وَفِي هَذَا الشَّهْر وصل القَاضِي الْحسن من الْجِهَات الشرقية والبلاد الحضرمية وَمَعَهُ من السُّلْطَان بدر بن عبد الله الكثيري هَدِيَّة سنية للْإِمَام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015