إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد المؤيدي إِلَى الحضرة المتوكلية ونال من التَّعْظِيم مَا هُوَ أَهله وَبعد مُضِيّ شَهْرَيْن أنفصل عَن الحضرة إِلَى حَضْرَة عز الْإِسْلَام مُحَمَّد بن الْحسن فَتَلقاهُ بالرحب والأنعام والتفضل الْعَام ثمَّ عَاد بِلَاده وَقد أقطعه الإِمَام جانبا من الْبِلَاد كَمَا سلف فاستقر فِي مَحَله وعمره بإحياء الشَّرِيعَة النَّبَوِيَّة وتفتيح غُضُون الْمسَائِل العلمية مَعَ حُضُور أَصْحَاب وَأَوْلَاد وأحباب أَجلهم قدرا وأسماهم سرا وَلَده السَّيِّد الْعَلامَة التقي الْكَرِيم صفي الدّين أَحْمد بن إِبْرَاهِيم
وفيهَا وصل من قبائل بحدود الْبَصْرَة من بِلَاد الخميلي البديع مَا بَين الحساء والدواسر مَكْتُوب يذكرُونَ اشتياقهم الى أَن يتدوا لَهُم الإِمَام ويسلموا إِلَيْهِ واجبهم لما بَلغهُمْ من عدله وَلم يتم ذَلِك لبعد الديار والابدان وَكَون تِلْكَ الْجِهَة مِمَّا يضبطه نَائِب السُّلْطَان بن عُثْمَان وَهُوَ أقرب إِلَيْهِم وَأَشد فِي الوطئة عَلَيْهِم
وفيهَا جَاءَت الْأَخْبَار أَن جند السُّلْطَان مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم استولى على الْبَعْض من بِلَاد مالطة وَأسر عَالما من النَّصَارَى وَفِي رمضانها خسف الْقَمَر ببرج الجدي ورخصت الأسعار عقيب تِلْكَ الأمطار وَفِي ربيعها أرسل الإِمَام القَاضِي شرف الدّين الْحسن بن أَحْمد الحيمي الى أَمِير حَضرمَوْت فَسَار إِلَيْهَا ودخلها
وفيهَا أعَاد صفي الْإِسْلَام أَحْمد بن الْحسن بن الإِمَام حصن ذمرمر الى مَا كَانَ عَلَيْهِ من الْعِمَارَة وَحسن الْبَهْجَة والنظارة وأسكن أَهله فِيهِ وَفِي الْغِرَاس وَبَينهَا فِي الأفراح وتربية الْأَرْوَاح تقَارب وجناس وَلما استوطنهما سَيِّدي صَلَاح الْإِسْلَام صَلَاح بن أَحْمد بن عبد الله أَيَّام إِقَامَة وَالِده فِيهِ أثْنَاء الدولة المطهرية وعقب الْأَيَّام المتوكلية قَالَ فيهمَا
(لله أيامي بِذِي مرمر ... وَطيب أوقاتي بسفح الْغِرَاس)