(ولعمري مَا يهدم الْيَأْس ظَنِّي ... والإله المؤمل المستماح)
(لَو تكون السَّمَاء وَالْأَرْض رتقا ... أَو تحول السيوف والأرماح)
(هَذِه سنة الْأَوَائِل من قبل ... بهَا طَال مَا استراحوا وراحوا)
(كلما جَاءَهُم من الْيَأْس كأس ... فَلهم فِي رحبائهم أقداح)
وفيهَا مَاتَ بِبِلَاد عذر السَّيِّد الْعَارِف حَاكم الشَّرِيعَة بهَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن المحرابي ويروى عَنهُ أَنه كَانَ يمِيل إِلَى مَذْهَب الشَّافِعِي
وَدخلت سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَألف فِيهَا تحرّك جند الإِمَام إِلَى ابْن الْعَفِيف والناخبي فالتقاهما الشَّيْخَانِ وَمن مَعَهُمَا بِحَرب عوان وميل إِلَى الْخلاف والطغيان ورتبوا لَهُم الْأَحْزَاب فِي ظُهُور الهضاب وبطون الشعاب وَمَا زَالَ سعير الْحَرْب حامية وأحوال الْفَرِيقَيْنِ متكافئة إِلَى أَن جَادَتْ صولة أَصْحَاب الإِمَام وخفقت برِيح نَصره الْأَعْلَام فَانْهَزَمَ ابْن الْعَفِيف وَآل كَيْله إِلَى التطفيف ثمَّ هتف بالأمان والوصول فأسعف إِلَى مَا يَقُول وَوصل إِلَى الموسطة ثمَّ أرسل بِهِ من حِينه إِلَى حَضْرَة الإِمَام وَلما وافى الحضرة بضوران لم يلبث غير قَلِيل من الْأَيَّام وتجهز إِلَى ثغر الْحمام وَصلى عَلَيْهِ الإِمَام صَلَاة الْجِنَازَة وَحضر غسله وجهازه وَأما الناخبي فَإِنَّهُ قَاتل بعد صَاحبه بعض الْقِتَال وَذهب على يَدَيْهِ جمَاعَة من أَصْحَاب الإِمَام من آنس وَغَيرهم ثمَّ دخل فِيمَا دخل فِيهِ الْعَفِيف فَأخذ لَهُ الْأمان ثمَّ ذكر عَن أهل آنس أَنهم غدروا بِهِ بِسَبَب مَا صنعه بأصحابهم فَقَتَلُوهُ
وَبعد هَذِه الملحمة الْأُخْرَى أذعن أهل يافع بِالطَّاعَةِ من حد العر إِلَى عدن وَهِي بِلَاد وَاسِعَة ذَات أرزاق نافعة وَوصل إِلَى الحضرة أَعْيَان الْمَشَايِخ كالشيخ عبد الله بن هرهرة وَغَيره وَلما وصل الشَّيْخ صَالح بن أَحْمد الرصاص إِلَى حَضْرَة الإِمَام خلع عَلَيْهِ لِأَنَّهُ لم يجر مِنْهُ خلاف فِي هَذَا الْحَرْب وَأَعَادَهُ إِلَى بِلَاده واستبقى ابْن هرهرة لَدَيْهِ ثمَّ ترجح للْإِمَام أَن يَأْمر الْأُمَرَاء الَّذين بيافع أَن يقبضوا السِّلَاح من أهل يافع ويوصلوه إِلَى حصن الدامغ فَقبض وَوصل بِهِ أهل يافع على ظُهُورهمْ وأودع خزانَة الْحصن ثمَّ