المشتركة التي استهدفت تجريدهم من بعض ممتلكاتهم لصالح مؤيدي الصميل من جندي قنسرين ودمشق. ولقد كان هؤلاء اليمنيون، بالإضافة إلى الكثير من جماعات البلديين الأوائل، والبربر، وحتى بعض الأفراد القيسيين من جندي دمشق وقنسرين، الذين نفروا أيضاً من سياسة الصميل، يفضلون أي تغيير سياسي في البلاد، فسارعوا بالانضمام إلى تأييد دخول عبد الرحمن إلى الأندلس (?).

استغل موالي بني أمية نجاح الدعوة لعبد الرحمن، فعجلوا في العمل على وصوله إلى الأندلس وبخاصة أن يوسف والصميل كانا مشغولين في حملتهما على المتمردين في سرقسطة. فابتاعوا قارباً، وأرسلوا خمسمئة دينار مع وفد يتألف من أحد عشر عضواً، يرافقهم بدر الذي كان قد رجع من شمال أفريقيا. وكان هذا الوفد برئاسة تمام بن علقمة الثقفي، ويتألف في معظمه من الموالي. وكان على تمام أن ينفق المال على الأمير عبد الرحمن، ويوزع منه على مضيفه من بربر مغيلة الذين كان يعيش عند شيخهم أبو قرة المغيلي. ومن الجدير بالذكر أن هذه الخمسمئة دينار كانت من بقية المبلغ الذي أخذه الموالي من يوسف الفهري لكي يرافقوه في زحفه على سرقسطة، وقد شاءت الأقدار أن يستعمل هذا المال في نصرة زعيم آخر ينازع يوسف إمارة الأندلس. وعند وصول الوفد إلى شمال أفريقيا، قدّمهم بدر إلى سيده عبد الرحمن، وأخبره عن نجاحهم في الأندلس. وبعد أن تم استرضاء بربر مغيلة، أبحر الأمير عبد الرحمن إلى الشاطئ الاسباني، فنزل في ميناء المُنَكَّب صلى الله عليه وسلمlmunecar، وهو ميناء صغير يقع بين مدينة المرية ومالقة، في ربيع الثاني 138 هـ/أيلول 755 م. وقد استقبله كل من عبد الله بن خالد، وأبي عثمان، اللذان أخذاه أولاً إلى منزل ابن خالد في الفنتين، ومن ثم إلى مسكن ابن عثمان في قرية طُرش (?).

دخول عبد الرحمن بن معاوية إلى الأندلس:

أحدث وصول عبد الرحمن إلى الأندلس حركة نشيطة بين صفوف أنصاره من الموالي وغيرهم من اليمنيين. فجاءه إلى مقره في طُرش أبو الحجاج يوسف بن بخت، وجاءته الأموية كلها، كما وفد عليه كل من جدار بن عمرو المذحجي من أهل رية، وعاصم بن مسلم الثقفي، وأبو عبدة حسان، وغيرهم. وأخذ معسكر عبد الرحمن يزداد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015