ومن جهة أخرى كانت هذه العشائر اليمنية تكثر في جند فلسطين، حيث استقر العديد من أفرادها، لا سيما عشائر لخم وجذام، في منطقة شذونة والجزيرة الخضراء (?). ومن مشاهير جذام على سبيل المثال، ثوابة بن سلامة الجذامي، الذي أصبح أحد ولاة الأندلس (?). وتشكل القبائل اليمنية أيضاً غالبية جند الأردن الذين استقروا في رية (أي محافظة المرية الحالية). ومن هؤلاء أيضاً مجموعات من لخم، وجذام، وعاملة، ومذحج، ورعين (?). وبرز من عاملة، ثعلبة بن سلامة العاملي، الذي تولى قيادة الشاميين، وولاية الأندلس بعد وفاة بلج بن بشر القشيري سنة 124 هـ/ 741 م (?).
وكان معظم جند باجة يتألف من القبائل العربية التي كانت تسكن في مصر، ورافقت الشاميين إلى شمال أفريقيا، ومن ثم إلى الأندلس. وتعد عشيرتا يحصب ومعافر من أهم عشائر هذا الجند (?). ومن رجال يحصب البارزين، العلاء بن مغيث اليحصبي، الذي سيكون له شأن كبير في عهد عبد الرحمن الداخل (?). وبرز من معافر أيضاً عميد أسرتهم عمرو بن شراحيل المعافري، الذي استقر في باجة، ثم انتقل إلى قرطبة، بعد أن عينه عبد الرحمن الداخل قاضياً على هذه المدينة (?).
أما المجموعة الأخرى من جند مصر، فقد استقرت في تدمير، أي في محافظة مرسية الحالية، وإن أشهر عشائر هذا الجند غسان، ومنهم بنو الشيخ الذين استقروا في الشن صلى الله عليه وسلمlche وما حولها (?). وكذلك بنو خطاب التدمريون الذين ينتمون إلى الأزد. وكان جدهم الأعلى عبد الجبار بن خطاب بن نذير قد سكن أولاً في قرطبة، قرب بوابة عُرفت باسمه، باب عبد الجبار، ولكنه انتقل إثر تنظيمات أبي الخطار إلى تدمير في