الجنوب الشرقي من إسبانيا، حيث تزوج هناك من ابنة الحاكم القوطي الشهير تدمير. وعاش أتباع عبد الجبار وأعقابه في تدمير والمناطق المجاورة لها (?).
البربر:
لقد كان استقرار البربر الذين دخلوا الأندلس مع طارق بن زياد مماثلاً لاستقرار البلديين، أي أنهم سكنوا على امتداد الطريق التي سارت عليها حملات الفتح، وقد حاول بعض المستشرقين، وعلى رأسهم رينهارت دوزي R. عز وجلozy، اتهام العرب بأنهم لم يكونوا عادلين في قسمتهم للأرض، فأعطوا البربر المناطق الجبلية القاحلة، وخصوا أنفسهم بالسهول الخصبة (?). ولا يمكن العثور في المصادر على ما يؤيد هذا الاتهام الذي لا أساس له من الصحة. فقد كان البربر هم الأغلبية الساحقة في جيش طارق بن زياد، وكذلك كانوا بأعداد لا بأس بها في جيش موسى بن نصير، فضلاً عن أن الكثير منهم عبروا إلى الأندلس بعد سماعهم بنبأ انتصار المسلمين على القوط. وهكذا فقد فاق البربر العرب بأعدادهم، ومن غير المحتمل أن يكون للعرب تأثير كبير على استقرار البربر في الأندلس. والواقع فإن استقرار العرب والبربر في الأماكن التي نزلوا فيها لأول مرة، كان يخضع لعامل الصدفة لا غير، إذ لم تكن لديهم فكرة واضحة في البداية عمّا ستكون عليه هذه الأماكن، وإن كان البربر أكثر اطلاعاً ومعرفة بالمنطقة بحكم معيشتهم في الشمال الأفريقي المجاور. ولهذا فقد كانوا في موقف أفضل لاختيار أحسن المناطق للاستقرار فيها. ويمكن تفسير وربط اختيارهم للمناطق الجبلية في الأندلس بالحقيقة التي توضح بأن عدداً كبيراً منهم عاشوا بالأصل في مناطق جبلية في شمال أفريقيا، ولهذا فليس من الغريب أن نجدهم يستقرون في الأماكن التي تشابه مناطق استقرارهم الأصلية (?).
وينتمي البربر الذين دخلوا الأندلس إلى العديد من قبائل البتر والبرانس في شمال