وبين الخليفة الناصر للسفير الأوروبي بأن حكومته ليست لها أية علاقة ولا أية سلطة على جبل القلال، وأنها لا تتحمل تبعة أعمالها. وبذلك أعطت خلافة قرطبة للسلطات الألمانية مطلق الحرية في اختيار السبل المناسبة لعلاج هذه المشكلة (?).

وفي عهد الخليفة الناصر تولى عبد الله بن عصام الخولاني حكم الجزائر الشرقية 300 - 350 هـ (?). ويبدو أن هناك عمالاً تولوا إمارة الجزائر الشرقية خلال هذه الفترة، ومن أشهرهم، رشيق مولى الناصر (مات غريقاً عام 343 هـ)، وكذلك جعفر بن عثمان المصحفي الذي تولى أمر الجزائر عام 333 هـ (?).

وأمر الخليفة الناصر عام 344 هـ بتأسيس مدينة المرية لتكون القاعدة البحرية المهمة في شرق الأندلس، وأصبحت هي وبجانة بابي الشرق كما يقول ياقوت (?). ونظم الخليفة الناصر شؤون البحرية فأنشأ عدداً كبيراً من دور الصناعة في مدن الأندلس: المرية - طرطوشة - الجزيرة الخضراء - مالقة وشلب وغيرها (?).

ونجح الأسطول الأندلسي في عصر الخلافة بإحباط محاولات المهدي الفاطمي ودعم حركة عمر بن حفصون عام 301 هـ، ثم تمكن الأسطول الأموي من الاستيلاء على مدينة مليلة سنة 314 هـ ومدينة سبتة عام 319 هـ، وكذلك مدينة طنجة. وكرر هذا الأسطوال هجومه البحري على بلاد عدوة المغرب عدة مرات في عام 333 هـ وفي عام 345 هـ (?).

وفي عهد الخليفة الحكم 350 - 366 هـ فقد أكد على ناحيتين: الأولى الاحتفاظ بسيطرة الأندلس على مضيق جبل طارق، والثانية صد الخطر النورماندي.

وعندما تمرد الحسن بن كنون (من بقايا الأدارسة) عام 361 هـ ضد الخليفة الحكم سير إليه الجيوش بقيادة وزيره محمد بن القاسم بن طلمس، ثم لحقت به الأساطيل الأندلسية بقيادة قائد البحر عبد الرحمن بن رماحس. وفي البداية أحرزت القوات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015