والأندلس (?). وعلى مر الزمن أنشأوا لهم سلسلة من المعاقل والحصون أشهرها قلعة فراكسنتيوم الواقعة شمالي مدينة طولون (?)، والتي يسميها الجغرافيون المسلمون باسم دويلة جبل القلال (?). واستمرت هذه الدويلة إلى عام 365 هـ، وسيطرت على مناطق مهمة من فرنسا وسويسرة وشمالي إيطاليا (?).

وفي عهد هذا الأمير سير قوة بحرية عام 290 هـ إلى جزيرة ميورقة بقيادة عصام الخولاني، الخبير بشؤون هذه الجزيرة، فحاصرها أياماً وفتحها، وبذلك أصبحت هذه الجزائر ولاية جديدة تابعة للأندلس وتولى أمرها عصام الخولاني 290 - 300 هـ (?).

وفي عصر الخلافة 300 - 422 هـ، نرى أن الإمبراطور البيزنطي بالتعاون مع هوجو ملك إيطاليا وبروفانس، حاولوا استرجاع قلعة جبل القلال عام 331 هـ، فهاجموها براً وبحراً، إلا أن الاضطرابات الداخلية في مملكة إيطاليا أجبرت هوجو على الانسحاب ومهادنة المسلمين فيها (?).

ويفهم من رواية العذري أن أسطولاً أندلسياً كبيراً بقيادة محمد بن رماحس ومعه غالب بن عبد الرحمن وسهل بن أسيد خرج من ثغر المرية وغزا سواحل إفرنجة في عام 331 هـ، إلا أن عاصفة هوجاء قذفت به بعيداً عن تلك السواحل (?). ويعتقد أن هذه العمليات البحرية التي قام بها الأسطول الأندلسي، كانت تهدف إلى معاونة قاعدة جبل القلال (?). وقد جرت مراسلات وسفارات طويلة بين حكومة الناصر بالأندلس وبين أوتو الأكبر إمبراطور الدولة الرومانية المقدسة حول أمر هذه القاعدة. على أية حال فإن أمر هذه السفارة استمر إلى سنة 344 هـ، لحصول مشكلة دبلوماسية (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015