ورد عليه الشاعر الشعوبي المدجني:

منازلهم منهم قفار بلاقع ... تجاري السفى فيها الرياح الزعازع (?) ..

وبرز أيضاً الشعر الذي وصف المعارك الحربية، نظراً لكثرة المعارك بين الأمراء الأمويين في هذه الفترة والخارجين عليهم، وللشاعر والعالم عباس بن فرناس شعرٌ في هذا المجال وكذلك الشاعر سعيد بن جودي السعدي (?). والاتجاه الآخر في الشعر في هذه الفترة، هو نشأة الموشحات في عهد الأمير عبد الله. وكان مخترع الموشحات في عصر هذا الأمير مقدم بن معافى القبري (?)، وكان هذا الأمر استجابة إلى ازدهار الغناء في الأندلس منذ دخول زرياب الأندلس أولاً، ونتيجة لامتزاج العرب بالإسبان ثانياً (?).

والموشح شعر فصيح، وكلمة الموشح مأخوذة من الوشاح، كالقلادة مُرصع بالجوهر تشده المرأة بين عاتقيها وجنبيها (?). ومن أشهر شعراء هذه الفترة ابن عبد ربه صاحب كتاب العقد الفريد، واستمرت شهرته إلى عصر الخلافة (?).

أما النثر فقد تطور في هذه الفترة، وكثر عدد الأدباء المشتغلين به، فكان للأمير عبد الله، الكاتب موسى بن زياد وعبد الله بن محمد بن أبي عبده وعبد الله بن محمد الزجالي (?)، كما أن بعض المسيحيين ذوي الأصول الإسبانية عملوا في الكتابة للأمير محمد بن عبد الرحمن الأوسط أمثال (قومس بن أنتنيا) الذي أسلم فيما بعد (?).

وقد كان الجاحظ (توفي 255 هـ) ذا شهرة لدى الأندلسيين في هذه الفترة، وقد وصلت بعض كتبه إليهم مثل كتاب البيان والتبيين، كما كان يقصده بعض علماء الأندلس للتلمذة على يديه (?). وقد وجدت نماذج لبعض الرسائل والمحاورات والتوقيعات في هذا العصر تدل على تقدم النثر الأندلسي في هذه الفترة (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015