هذا بالمدح والفخر وتناول أحياناً الزهد (?).

وحسانة بنت أبي الحسين التميمية، فهي أولى الشواعر الأندلسيات، وشعرها مزيج من الرثاء والشكوى والمدح وطلب العون، فهو شعر يتسم بالتجويد الفني والتركيز العاطفي (?).

واستمر النثر في هذه الفترة يسير على الأسلوب نفسه، الذي سار عليه في عصر الولاة، فمن نماذج النثر: خطب الأمراء يحثون بها أصحابهم وجنودهم على القتال، ووصايا الأمراء لأولادهم، ومن أشهر الكتاب في هذه الفترة فطيس بن عيسى، وخطاب بن زيد، اللذان كانا كاتبين للأمير هشام ثم لابنه الأمير الحكم، وكذلك حجاج العقيلي كاتب الحكم (?).

وإذا كان الشاعر عباس بن ناصح الثقفي ذا شهرةٍ أدبية، فشهرته العلمية تعادل شهرته السابقة، فقد كان بارعاً في الهندسة والفلك والفلسفة (?).

ونبغ في عهد الأمير الحكم أبو القاسم عباس بن فرناس، الذي برع منذ فتوته في الفلسفة والفلك والكيمياء، وهو أول من استنبط في الأندلس صناعة الزجاج من الحجارة، وضع آلة فلكية تعرف بالميقاتة لتعريف الوقت، وحاول الطيران كما هو مشهور (?). وعاصره أيضاً يحيى بن الحكم الغزال، وبالرغم من اشتهاره بالشعر، إلا أنه كان عالماً بالفلسفة والفلك، وله أرجوزة طويلة في أبواب العلم لم تصلنا (?)، واشتهر هذان العالمان في عصر الأمير عبد الرحمن بن الحكم، أي فترة الإزدهار.

وفي فترة الاستقرار والإزدهار من عصر الإمارة 206 - 273 هـ هبت رياح التأثير العراقي الذي ازدهر في هذه الفترة لعوامل كثيرة، على الأندلس، وفي الوقت نفسه توفرت في الأندلس عوامل جذب لهذه الحضارة، منها: رغبة الأمير عبد الرحمن الأوسط 207 - 238 هـ في ترك سياسة الإنعزال عن العراق التي سار عليها آباؤه، وأن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015