والخيانة (?)، مات سنة 414 هـ/1023 م وتناوب على حكم دويلة سرقسطة بعده اثنان من أسرة بني تجيب أولهما: يحيى بن المنذر الذي خلف والده وتلقب بالمظفر وفي زمانه أغار أمير برشلونة على أراضي دويلة سرقسطة واستولى على بعض القلاع والمناطق المهمة (?)، وثانيهما: المنذر بن يحيى الذي تولى حكم سرقسطة بعد وفاة والده سنة 420 هـ/1029 م وتلقب بمعز الدولة، واغتيل سنة 430 هـ/1039 م (?)، وباغتياله ينتهي حكم بني تجيب، لتبدأ أسرة أخرى في حكم سرقسطة وما والاها وهي أسرة بني هود (?) وعميدها قائد مشهور من قواد بني تجيب هو: سليمان بن محمد بن هود، حكم سرقسطة سنة 431 هـ/1039 م، وتلقب بالمستعين وتميزت سنوات حكمه بالصراع المرير مع المأمون بن ذي النون حاكم طليطلة وكانت المنطقة الواقعة بين الدولتين، من ناحية الجنوب الغربي من دويلة سرقسطة وناحية الشمال الشرقي من دويلة طليطلة، موضع الاحتكاك بين الطرفين. حيث دارت معارك دامية في سنة 436 هـ/1044 م وما بعدها بين قوات الطرفين وقد ألجأت هذه الحروب الطرفين إلى التحالف مع حكام الممالك الإسبانية لقاء الأموال الطائلة فتحالف ابن هود مع ملك قشتالة فرناندو، وتحالف المأمون بن ذي النون مع ملك نافار غرسية، فاستمر " ملكا قشتالة ونافار يعملان بكل ما بوسعهما على إذكاء هذه الفتنة، فيغير الأول على أراضي طليطلة لحساب ابن هود، ويغير الثاني على أراضي سرقسطة لحساب ابن ذي النون، ولم تخمد هذه المعركة الانتحارية بين الأميرين المسلمين إلا بعد وفاة ابن هود في سنة 438 هـ/ 1046 م " (?).
ومن سوء سياسة سليمان بن هود تقسيمه دويلة سرقسطة بين أولاده الخمسة، فولى ولده أحمد مدينة سرقسطة ويوسف مدينة لاردة، ومحمد قلعة أيوب، ولب مدينة وشقة، والمنذر مدينة تطيلة. وعندما توفي سليمان بن هود سنة 438 هـ استقل الأبناء كل في مدينته، وبدأ النزاع بينهم حتى تمكن أحمد حاكم مدينة سرقسطة والملقب بالمقتدر التغلب على جميع أملاك أخوته باستثناء ما كان تحت حكم أخيه يوسف ولم يحدث هذا