ألف كلاهما عن أبي يعلى الزواوي الذي لم يكن عالما في الآثار كأحمد سوسة الذي قضى 40 عاما وهو يؤلف كتابه هذا وله فضلا عنه حوالي 50 كتابا سبعة منها بالانجليزية.
في اعتقادي ليس مدهشا أن يكتب أبو يعلى الزواوي تاريخ الزواوة باللغة العربية؛ ذلك أننا لو استثنينا فترة الاحتلال الفرنسي فإننا لا نجد تاريخا مكتوبا للبربر بغير العربية بما في ذلك الكتب التي كتبها المؤرخون البربر أنفسهم؛ ويبدو لي ذلك معقولا فالثفافة العربية بكل مراحلها سواء قبل الإسلام أو بعده لم تنظر إلى البربر باعتبارهم جنسا أوروبيا مثلا أو جنسا إفريقيا محضا بل نظرت إليهم دائما كجزء من الجنس العربي والثقافة العربية في مختلف المراحل وظل الأمر كذلك حتى عند الفرنسيين في بدايات الاحتلال وكان نابليون نفسه يستعمل لفظة عرب حين يتحدث عن الجزائريين عموما.
ولكن أن الاستعمار الفرنسي في الجزائر كان يغير خطابه كلما شعر بالتقدم في السيطرة على الجزائر وصولا إلى أهدافه في إلغاء الشخصية الجزائرية بكل مكوناتها وإلحاقها بفرنسا دون أن تكون جزءا من الشخصية الفرنسية، وعلى ذلك حارب كثيرا وبمختلف الوسائل والأساليب التاريخ الجزائري في مختلف حقبه. وزيف ما استطاع تزييفه ومنع الجزائريين من دراسة تاريخهم المكتوب.
والأسباب واضحة، فالاستعمار الفرنسي هو استعمار استيطاني، مثله في ذلك مثل الاستعمار الأوروبي لكل من الأمريكيتين وأستراليا وجنوب إفريقيا والاستعمار الأوروبي والصهيوني لفلسطين.