مأمورية الجنرال اغناتيف فِي ويانه وَكَانَ ارسل اليها للسعي فِي الِاتِّفَاق مَعَ النمسا على عدم اشتراكها مَعَ انكلترا لَو انتشبت الْحَرْب بَينهَا وَبَين الروسيا بِسَبَب معاهدة سان اسطفانوس وَهِي أَي الروسيا تتعهد لَهَا باعطائها اقليمي البوسنه والهرسك فَلَمَّا رَأَتْ النمسا من انكلترا هَذَا الثَّبَات والاستعداد للحرب برا وبحرا لم تجب مَنْدُوب الروسيا بِجَوَاب شاف حَتَّى ترى مَا تقضي السياسة الانكليزية بعرضه عَلَيْهَا فتنحاز إِلَى الْفَرِيق الَّذِي تكون سياسته اكثر ملاءمة لصالحها الخصوصي
وحينما وصل منشور اللورد سالسبوري إِلَى سان بطرسبورغ وَعرض السفير الانكليزي صورته على الْبُرْنُس غورشاكوف اخذ يفكر فِي طَريقَة للتخلص من هَذِه المشكلة بِدُونِ وُصُول إِلَى الْحَرْب والقتال مَعَ اسْتِمْرَار الاستعداد لَهُ إِذا دعت الْحَاجة واكتتب كثير من البلديات واعنياء الروس بل وَعُمُوم الاهالي بمبالغ وافرة لانشاء عمَارَة بحريّة وتسليح المراكب التجارية بالمدافع للقبض على سفن انكلترا التجارية والاضرار بمصالحها ثمَّ فِي 9 ابريل اجاب الْبُرْنُس غورشاكوف على لائحة سالسبوري بمنشور ارسله إِلَى جَمِيع سفراء دولته لَدَى الدول الْعِظَام وكلفهم بتبليغه اليها فِي اقْربْ وَقت وارفق هَذَا المنشور بلائحة دحض فِيهَا جَمِيع اعتراضات اللورد سالسبوري على معاهدة سان اسطفانوس مراعيا فِي ذَلِك صَالح الروسيا تَارِكًا بَاقِي الْمصَالح ظهريا
وَبعد ذَلِك انْقَطَعت المخابرات واخذ كل من الْفَرِيقَيْنِ يستعد للحرب واحضرت انكلترا إِلَى مالطه عدَّة الايات من الْجنُود وَكَانُوا لم يسْبق لَهُم الْحُضُور لاوروبا قبل هَذِه الدفعة واشتغلت الروسيا باخماد هيجان مُسْلِمِي البلغار الَّذين اخذوا يُؤْذونَ كل من يعثروا بِهِ من جنود الروسيا ويدافعون عَن انفسهم ضد تعديات مسيحي البلغار ويقابلونه بِمثل مَا يرتكبه البلغاريون مَعَهم من انواع التَّعَدِّي وَالظُّلم اعْتِمَادًا على مساعدة الروس لَهُم ولاحتماء هَؤُلَاءِ الوطنيين فِي الْجبَال صَعب على الروسيا قمعهم فامتدت هَذِه الحركات الثوروية إِلَى جَمِيع جِهَات البلغار وضواحي صوفيا إِلَى حُدُود الصرب وَاسْتمرّ الْحَال على هَذَا المنوال إِلَى اواخر شهر مايو والجنود الروسية محتلة جَمِيع ضواحي الاستانة والمراكب الانكليزية امامها من جِهَة الْبَحْر وَلما اقبل