وَعدم الاهلية لادارة مهام الْملك وَرُبمَا اسْتَعَانَ هَؤُلَاءِ المعررون بطرق اخرى الْمطَالع بهَا ادرى وَمَا زَالُوا يوسوسون ويلقون بذور الْفساد حَتَّى اقنعوا الوزراء بِوُجُوب عَزله وان اقالته من الاعمال وَاجِبَة لانتظام الدولة وسيرها على المحور الْمُسْتَقيم وصادفت دسائسهم اذن صاغية عِنْد بعض الْعلمَاء لما خالج صُدُورهمْ من عدم الْميل للسُّلْطَان بِسَبَب عدم اتِّبَاعه بعض العوائد المألوفة لديهم مثل خُرُوجه من ممالكه وزيارة معرض باريس وحضوره التشخيصات التياترية والباللوات المراقص وَكَيْفِيَّة خلعه على اصح الرِّوَايَات ان المؤامرة الَّتِي اوصلت إِلَى هَذِه النتيجة حصلت بَين كل من مُحَمَّد رشدي باشا الصَّدْر الاعظم وحسين عوني باشا نَاظر الحربية وَاحْمَدْ باشا قيصرلي نَاظر البحرية وَاحْمَدْ مدحت باشا وَشَيخ الاسلام حسن خير الله افندي وَقبل الشُّرُوع فِي تَنْفِيذ مَا صمموا عَلَيْهِ اصدر شيخ الاسلام فَتْوَى بِوُجُوب ذَلِك هَذَا نَصهَا
إِذا كَانَ زيد الَّذِي هُوَ امير الْمُؤمنِينَ مختل الشُّعُور وَلَيْسَ لَهُ المام فِي الامور السياسية وَمَا برح ينْفق الاموال الميرية فِي مصارفه النفسانية فِي دَرَجَة لَا طَاقَة للْملك وَالْملَّة على تحملهَا وَقد اخل بالامور الدِّينِيَّة والدنيوية وشوشها وَخرب الْملك وَالْملَّة وَكَانَ بَقَاؤُهُ مضرا بهَا فَهَل يَصح خلعه الْجَواب يَصح كتبه الْفَقِير حسن خير الله عفى عَنهُ
ثمَّ اناطوا حُسَيْن عوني باشا بامر خلع السُّلْطَان عبد الْعَزِيز وَشَيخ الاسلام وَبَاقِي الوزراء بمبايعة السُّلْطَان مُرَاد وَفِي يَوْم الِاثْنَيْنِ 6 جُمَادَى الاولى سنة 1293 30 مايو سنة 1876 اخذ نَاظر البحرية فِي تجهيز المراكب لحصر السَّرَايَة السُّلْطَانِيَّة بحرا فاستغرب السُّلْطَان حُصُول المناورات بالبحر تَحت شبابيكه بِدُونِ سَابِقَة علمه فارسل يستعلم عَن السَّبَب فاجيب بَان دواعي الْحَال اوجبت ذَلِك ثمَّ اخبر احْمَد باشا قيصرلي الصَّدْر الاعظم ومدحت باشا بسؤال السُّلْطَان فعزموا