الْمَعْلُومَة بعهدتك بِضَم امتياز الوراثة وبالشرائط الْآتِيَة وَحَيْثُ ان مرغوبنا السلطاني على مَا تقدم بَيَانه انما هُوَ تزايد عمرَان تِلْكَ المملكة الشاهانية وثروة اهاليها وَهِي الْآن فِي حَالَة مضايقة وَتَأَخر فِي الواردات لكل من الْحُكُومَة والاهالي قد سمحت السلطنة السّنيَّة بِعَدَمِ ارسال مَا كَانَ يُرْسل باسم مَعْلُوم من الايالة لطرف دولتنا الْعلية بِمُوجب التّبعِيَّة المقررة الْمَشْرُوعَة رَحْمَة لاهالي تِلْكَ الايالة وَلما كَانَت الايالة الْمشَار اليها من الاجزاء المتممة لممالكنا الملوكية صدرت ارادتنا السّنيَّة بَان يكون الْوَالِي بتونس مرخصا لَهُ فِي تَوْلِيَة المناصب الشَّرْعِيَّة والعسكرية المدنية والمالية والسياسية لمن يكون متأهلا لَهَا وَفِي الْعَزْل عَنْهَا بِمُقْتَضى قوانين الْعدْل وَفِي اجراء الْمُعَامَلَات الْمَعْلُومَة مَعَ الدول الاجنبية كَمَا كَانَت سَابِقًا فِيمَا عدا الْموَاد السياسية العائدة إِلَى حقوقنا المقدسة الملوكية ونعني بهَا مَا كَانَ كعقد الشُّرُوط الْمُتَعَلّقَة باصول السياسة وَالْحَرب وتغيير الْحُدُود وَنَحْوهَا مِمَّا يكون اجراؤه رَاجعا إِلَى حُقُوق سلطنتنا السّنيَّة وَعند حُلُول الْقدر المحتوم فِي الْولَايَة وَتَقْدِيم المعروض بِطَلَب الفرمان الشريف من الْوَارِث الاكبر من عائلتك لطرف سلطنتنا السّنيَّة يُرْسل لَهُ الفرمان الشريف مَعَ منشور الوزارة والمشيرية الهمايوني كَمَا اسْتمرّ الْعَمَل بذلك إِلَى الْآن بِشُرُوط ان تستمر الْخطْبَة باسمنا السلطاني وتزين بِهِ السِّكَّة الَّتِي تضرب هُنَاكَ عَلامَة علنية للارتباط الْقَدِيم الشَّرْعِيّ لايالة تونس بمقام الْخلَافَة الْجَلِيل وان يبْقى السنجق على لَونه وشكله وَمهما وَقع حَرْب لسلطنتنا السّنيَّة مَعَ اجنبي يُرْسل الْعَسْكَر من تِلْكَ الايالة الشاهانية بِقدر الِاسْتِطَاعَة طبق مَا جرت بِهِ الْعَادة الْقَدِيمَة فِي الْجَمِيع وَمَعَ تِلْكَ الْموَاد يكون امْر الْولَايَة بطرِيق الوراثة مَخْصُوصًا بعائلتك على ان تبقى سَائِر الْمُعَامَلَات الارتباطية مَعَ دولتنا الْعلية جَارِيَة مرعية كَمَا كَانَت سَابِقًا وان تجْرِي الادارة الداخلية لتِلْك الايالة مُطَابقَة للشَّرْع وموافقة لقوانين الْعدْل الَّتِي يقتضيها الْوَقْت وَالْحَال الكافلة بتأمين السكان فِي النَّفس وَالْعرض وَالْمَال فَاعِلا لما ذكر اصدر هَذَا الفرمان الشريف الْجَلِيل الْقدر من ديواننا الهمايوني وارسل موشحا اعلاه بخطنا الميمون السلطاني فخلاصة نياتنا الشاهانية انما هِيَ اصلاح حَالَة تِلْكَ المهمة وَمَا لآل بَيتكُمْ وتقوية ذَلِك حَالا ومالا واستكمال اسباب السَّعَادَة والرفاهية والامنية لصنوف تبعتنا المستظلين بِظِل عدلنا السلطاني ومامولنا