بِمُجَرَّد اخلاء الجيوش المصرية لبلاد الشَّام وجبال لبنان وَعدم شُعُور سكانها بسطوة ابراهيم باشا وبطشه تحركت فيهم الْعَدَاوَة الدِّينِيَّة الْقَدِيمَة الكامنة فِي نُفُوسهم خوفًا من شدَّة بَأْس ابراهيم باشا وَعدم رأفته فِي معاقبتهم وزادت الدسائس الاجنبية لاضرام نَار الشقاق وبذر الْفِتَن الداخلية توصلا لغاياتهم الشخصية وَكَانَت فرنسا مساعدة للمارونية الكاتوليك وانكلترا معضدة للدروز ضدهم لتلجئهم على ترك الْمَذْهَب الكاتوليكي واعتناق الْمَذْهَب البروتستانتي فيدخلوا بذل تَحت حمايتها الفعلية وَلم يعد لفرنسا حجَّة لحمايتهم لسَبَب مذهبي وَظن كل فريق من هَؤُلَاءِ التعساء ان الدولة الَّتِي تغرره تود صَلَاح حَاله وترقيه فِي المدنية وَلم تفقه لدخائل هَذِه السياسة الخبيثة الَّتِي لَا يتَأَخَّر اصحابها امام اهراق دِمَاء الابرياء توصلا لمآربهم
وبهذه الدسائس سَاد الْهياج فِي جَمِيع انحاء لبنان وَظهر مَا تكنه صُدُور سكانه من الاحقاد الجنسية والدينية حَتَّى تعدى الدروز على المارونية فِي سنة 1257 هجرية سنة 1841 وجخلوا دير الْقَمَر وارتكبوا فِيهِ مَا تقشعر مِنْهُ الابدان من النهب وَالسَّلب وَقتل النِّسَاء والولدان وَسبي الْحَرَائِر وَلَوْلَا تدخل الجيوش بِشدَّة لامتدت الثورة
لَكِن لم يرق ذَلِك فِي اعين ارباب الغايات بل مَا انفكوا يوالون دسائسهم