وولاءه للدولة وَلم يطْلب الا بَقَاء هَذِه الولايات لَهُ ولذريته مَعَ تبعيتهم للباب العالي ودفعهم الْخراج لَهُ اعترافا بِبَقَاء تِلْكَ التّبعِيَّة وَلَوْلَا تقلب الاحوال بَينه وَبَين السُّلْطَان لتم بَينهمَا الِاتِّفَاق على احسن وفَاق وحقنت دِمَاء الْعباد وَيدل على رَغْبَة الطَّرفَيْنِ فِي ذَلِك ارسال الْبَاب العالي ساريم بيك اولا وعاكف افندي ثَانِيًا إِلَى مُحَمَّد عَليّ باشا لحل هَذِه الْمَسْأَلَة
وَلَا يخفى ان مُحَمَّد عَليّ باشا هُوَ الَّذِي خلص مصر من فِئَة المماليك الباغية وَنشر بِجَمِيعِ جوانبها لِوَاء الامن وتسبب فِي ازدياد الزِّرَاعَة ونمو التِّجَارَة حَتَّى توفرت لمصر اسباب التمدن وتيسر بِهَذِهِ الْكَيْفِيَّة لقوافل التِّجَارَة الاوروباوية الْمُرُور بَين الاسكندرية والسويس بِدُونِ خوف من تعدِي اُحْدُ عَلَيْهَا وَله الْفضل ايضا فِي استئصال شافة الوهابيين من بِلَاد الْعَرَب واعادة الامن إِلَى طَرِيق الْحجَّاج واستخلاص مدينتي مَكَّة وَالْمَدينَة مِنْهُم بعد ان اسْتَحَالَ اذلالهم على ايدي العساكر الشاهانية فضلا عَن انه هُوَ الَّذِي فتح بِلَاد الرّوم وَلَوْلَا مَا حصل لاعادها إِلَى الدولة الْعلية بَعْدَمَا يئست من رُجُوعهَا اليها وَهُوَ الَّذِي اعاد الامن إِلَى ربوع الشَّام بعد احتلاله لَهَا وَمنع تعدِي البدو على الْحَضَر كَمَا انه ابطل الْقِتَال المستمر الَّذِي كَانَ لَا يَنْقَطِع دَائِما بَين الدروز والمارونية الامر الَّذِي لم يحصل مثله قبل احتلاله وَلَا بعده وَقد انحرف الامير الْكَبِير بشير عَن مُوَافقَة ابراهيم باشا بعد ان حَافظ على ولائه مُدَّة رَغْبَة فِي ان يُعْطي لَهُ من لدن الْبَاب العالي اسْم امير الْجَبَل وينادى لَهُ بذلك على رُؤُوس الاشهاد فانعكس عَلَيْهِ امْرَهْ وَعَاد عَلَيْهِ شُؤْم خيانته فعزل عَن امارة الْجَبَل والزم بمفارقة الشَّام فانتبه من غفلته وَنَدم على مَا كَانَ مِنْهُ حَيْثُ لَا يَنْفَعهُ النَّدَم ثمَّ اوصلته احدى السفن الانكليزية إِلَى بيروت فقابله هُنَاكَ