حَتَّى ابعدوهم عَن الاراضي والقرى وَصَارَ لَا يُمكنهُم الْخُرُوج من المدن لتربص الاهالي لَهُم
ثمَّ ارسل الْبَاب العالي إِلَى بكير باشا وَالِي بوسنه يَأْمُرهُ بمساعدة الصرب ومحاربة الانكشارية وطردهم ثَانِيَة من بلغراد فَأتى بجيشه وحاصرها مَعَ بتروفتش حَتَّى دخلاها واخرجا الانكشارية مِنْهَا
وَبعد ذَلِك رَجَعَ باكير باشا إِلَى ولَايَته وَمن ذَلِك الْحِين لم ترجع السكينَة إِلَى بِلَاد الصرب بل تألبوا جماعات تَحت رئاسة بتروفتش للدفاع عَن انفسهم وَلم يهدأ لَهُم بَال حَتَّى تحصلوا على الِاسْتِقْلَال الاداري ثمَّ السياسي كَمَا سَيَأْتِي فِي مَوْضِعه
وَفِي هَذِه الاثناء كَانَت الاضطرابات سائدة فِي بِلَاد الارنؤود لقِيَام عَليّ باشا وَالِي يانيه على الْبَاب العالي واستئثاره بالسلطة حول ولَايَته اما عَليّ باشا الْمَذْكُور فَهُوَ ابْن اُحْدُ بيكوات الاروام الَّذين اعتنقت عائلاتهم الاسلام فِي بَدْء الْفَتْح العثماني ثمَّ صَار رَئِيسا لاحدى العصابات الَّتِي تألفت بايعاز الروسيا ودسائسها لقطع السبل وايقاف حَرَكَة التِّجَارَة فِي جبال اليونان والارنؤود بِدَعْوَى الوطنية وَمَا ذَلِك فِي الْحَقِيقَة الا للسلب والنهب ثمَّ رأى ان مُوالَاة الدولة انفع لصالحه فَعدل عَن طَرِيقَته الاولى ونبذ وَسْوَسَة الاجانب ظهريا وَطلب من الْبَاب العالي تَعْيِينه حَاكما على الْجِهَة الَّتِي ولد لَهَا من بِلَاد ابيروس الْعليا باليونان فَقبل مِنْهُ الْبَاب العالي هَذَا الطّلب رَغْبَة مِنْهُ فِي اطفاء الْفِتَن الداخلية وكلفه بمحاربة وَالِي