فِي مَحل منيع بِالْقربِ من بَلْدَة يُقَال لَهَا شوك زم فهاجم العثمانون فِي حصونهم عدَّة دفعات مُتَوَالِيَة بِدُونِ ان يزحزحوهم عَن معاقلهم قطلبت الانكشارية الْكَفّ عَن الْحَرْب وَطلب البولونيون الصُّلْح لفقد قائدهم وتبادلت بَينهمَا المخابرات وَتمّ الصُّلْح وامضي من الطَّرفَيْنِ فِي 6 اكتوبر سنة 1620 فحنق السُّلْطَان على الانكشارية من طَلَبهمْ الرَّاحَة وخلودهم إِلَى الكسل والزامه على الصُّلْح مَعَ بولونيا بِدُونِ تتميم قَصده أَي ضمهَا إِلَى املاكه وعزم على ابطالها وافنائها عَن آخرهَا ولاجل التأهب لتنفيذ هَذَا الامر الخطير امْر بحشد جيوش جَدِيدَة فِي ولايات آسيا وتنظيمها وتدريبها على الْقِتَال حَتَّى إِذا كملت عدَّة وعددا اسْتَعَانَ بهَا على ابادة هَذِه الفئة الباغية وَشرع فعلا فِي انفاذ هَذَا الْمَشْرُوع لَكِن احس الانكشارية بذلك فهاجوا وماجوا وتذمروا وَاتَّفَقُوا على غزل السُّلْطَان وَتمّ لَهُم ذَلِك فِي يَوْم 9 رَجَب سنة 1031 20 مايو سنة 1622 واعادوا مَكَانَهُ السُّلْطَان مصطفى الاول وَلم يكتفوا بعزله بل هجموا عَلَيْهِ فِي سرايه وانتهكوا حرمتهَا وقبضوا عَلَيْهِ بَين جواريه وزوجاته وقادوه قهرا إِلَى ثكناتهم موسعيه سبا وشتما واهانة مِمَّا لم يسْبق لَهُ مثيل فِي تَارِيخ دولتنا الْعلية وَزِيَادَة على ذَلِك انهم نقلوه من هُنَاكَ إِلَى القلعة الْمَعْرُوفَة بِذَات السَّبع قلل يَدي قله حَيْثُ كَانَ بانتظاره كل مِمَّن يدعى دَاوُد باشا وَعمر باشا الكيخيا وقلندر اوغلى وَغَيرهم فاعدموا السُّلْطَان عُثْمَان لحياة غير مبالين بِهَذَا الجرم الْعَظِيم والاثم الَّذِي مَا بعده اثم الا الْكفْر الْمُبين فانه ان كَانَت مُخَالفَة اوامر الْخَلِيفَة الاعظم تعد كفرا بِنَصّ الْكتاب الشريف فَمَا بالك بقتْله وَهنا يقف الْقَلَم ويكف المداد عَن وصف هَذِه الفعلة الشنعاء والكبيرة الشعواء تَارِكًا وصفهَا للقارئ اللبيب والمطلع الاديب لعجزي عَن هَذَا الْمقَام العالي وتقصيري عَن هَذِه الْمَرَاتِب العوالي وَقلة بضاعتي وقصور قريحتي مكتفيا بِنَقْل اسماء مرتكبها إِلَى الْخلف لتَكون هدف سخطتهم ومرمى سِهَام فضيحتهم وَقتل رَحمَه الله وَلم يتَجَاوَز الثَّامِنَة عشرَة من عمره وَمُدَّة حكمه ارْبَعْ سِنِين واربعة اشهر