بعد ان امضى مَعَ شارلكان هدنة نيس ساعده ايضا لَدَى الدولة العثمانية للحصول على هدنة بَينهَا وَبَينه وَكتب فِي سنة 1539 بذلك خطابا للسُّلْطَان سُلَيْمَان فجاوبه السُّلْطَان لَا يهادنه الا اذا رد لَهُ لملك فرانسا جَمِيع القلاع والحصون الَّتِي فتحهَا وَلما لم يقبل شارلكان ذَلِك فترت العلاقات بَينهمَا وَصَارَت الْحَرْب قاب قوسين اَوْ ادنى سنة 1541 وارسل المسيو رونسون إِلَى القسطنطينة ليتفق مَعَ السُّلْطَان على الترتيبات الحربية اللَّازِمَة

وَفِي اثناء مسير هَذَا السفير من اقليم ميلان قَتله اُحْدُ اعوان حَاكم هَذَا الاقليم التَّابِع لشارلكان وَبِنَاء على اوامره طَمَعا فِي العثور على اوراق مَعَه للسُّلْطَان يُوجد بهما مَا يمس الدّين المسيحي فينشرها بَين مُلُوك وامراء اوروبا ليوغر صُدُورهمْ عَلَيْهِ ويتركوه بِلَا مساعدة فيفوز هُوَ بالغلبة عَلَيْهِ لَكِن خَابَ مسعاه حَيْثُ لم يجد مَعَه اوراقا من هَذَا الْقَبِيل بل اهرق دم السفير هدرا

سفر الدونانمة العثمانية إِلَى فرانسا وَفتح مَدِينَة نيس

وَلما بلغ فرانسوا الاول خبر قتل سفيره ارسل بدله اُحْدُ ضباطه المسيو بولان إِلَى السُّلْطَان سُلَيْمَان يطْلب مِنْهُ مساعدته على محاربة شارلكان بسفنه وقائدها خير الدّين باشا فتردد السُّلْطَان اولا لعدم ثبات ملك فرنسا وَضعف عزيمته وَقبل اخيرا بِنَاء على الحاح السفير وتعضيد خير الدّين باشا لَهُ لَا سِيمَا وَقد وصل اليه خبر مهاجمة شارلكان بجيوشه لمدينة الجزائر وارتداده عَنْهَا خائبا فِي 31 اكتوبر سنة 1541 وَفِي ربيع سنة 1543 سَافر السُّلْطَان بجيوشه إِلَى بِلَاد المجر لاستئناف المحاربات وَفِي الْوَقْت نَفسه اقلع خير الدّين باشا من مياه الاستانة بمراكبه وَمَعَهُ السفير الفرنساوي بولان قَاصِدا مرسيليا احدى موانئ فرانسا الجنوبية فوصلها بعد ان غزا فِي طَرِيقه سواحل جَزِيرَة صقلية وقوبل من الفرنساويين بِكُل تَجِلَّةً واكبار وانضمت سفنه إِلَى سفنهم وَمِنْهَا اقلعوا إِلَى مَدِينَة نيس فحاصروها من جِهَة الْبَحْر وفتحوها عنْوَة فِي 21 جُمَادَى الاولى سنة 950 22 اغسطس سنة 1543 ولوقوع الشحناء بَين العسكرين لم يتم احتلالها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015