وَفِي مايو سنة 1538 جمع السُّلْطَان سُلَيْمَان بِبِلَاد الارنؤود جَيْشًا عَظِيما مؤلفا من مائَة الف مقَاتل لشن الْغَارة على بِلَاد ايطاليا وَكَانَ مَعَه ولداه مُحَمَّد وسليم وسفير فرانسا المسيو دولا فوري وَفِي الْوَقْت نَفسه نزل خير الدّين باشا بميناء اوترانته بجنوب ايطاليا اسْتِعْدَادًا لمهاجمتها من جِهَة الْجنُوب بَيْنَمَا يهاجمها السُّلْطَان سُلَيْمَان من جِهَة الشرق وَملك فرانسا من جِهَة الغرب لَكِن احجام فرانسا عَن التَّقَدُّم اطاعة للراي الْعَام كَمَا ذكرنَا كَانَ السَّبَب فِي عدم نجاح هَذَا الْمَشْرُوع الَّذِي لَو تمّ لكَانَتْ نتيجته دُخُول بِلَاد ايطاليا باسرها تَحت ظلّ الدولة الْعلية وانْتهى الامر بَان تهادن ملك فرانسا مَعَ الامبراطور شارلكان وامضيا مهادنة نيس سنة 1538 اما من جِهَة البندقية فاستمرت الْحَرْب بَينهَا وَبَين الدولة الْعلية سجالا انْتَهَت بِالصُّلْحِ فِي اواخر سنة 1538 بتنازل البندقية عَن ملفوازي ونابولي دي رومانيا من بِلَاد موره
هَذَا اما من جِهَة بِلَاد المجر فابتدات الحروب ثاينة سنة 1537 وانتهت بانهزام جَيش الماني مُرْسل من قبل شارلكان تَحت رياسة اشهر قواده فِي 2 ديسمبر سنة 1537 وَفِي سنة 1538 عصى امير البغدان بِنَاء على تحريض فردينان ملك النمسا فقهر وَولي مَكَانَهُ اخوه اسطفن وعززت الحامية العثمانية منعا لحُصُول مثل ذَلِك
وَفِي هَذِه الاثناء اتّفق فردينان وزابولي ملك المجر على اقتسام الْبِلَاد اولى من تدخل العثمانيين فِي شؤونهم كَمَا سبق وَوُجُود المجر تَحت حمايتهم الامر المشين لكافة الممالك المسيحية وَكَانَت هَذِه دسيسة من فردينان للايقاع بزابولي الَّذِي قبل حماية العثمانيين لَهُ مُدَّة من الزَّمن فارسل صُورَة هَذَا الِاتِّفَاق إِلَى الْبَاب العالي ليعلمه بِعَدَمِ وَلَاء زابولي لَهُ