تونس واعادة مولَايَ حسن الى تخت ملكه وجهز عمَارَة قَوِيَّة قادها هُوَ بِنَفسِهِ وَنزل مَعَ اشراف اسبانيا من ثغر برشلونة فِي 29 مايو سنة 1535 وَوصل الى حلق الْوَادي فِي 16 يونيه وحاصرها هِيَ ومدينة تونس مُدَّة شهر تَقْرِيبًا وَفتحهَا فِي 14 يوليو وَاسْتولى على مَا بقلعتها وثغرها من المدافع والمراكب وَفِي يَوْم 21 يوليو دخلت جيوش شارلكان الْمَدِينَة وَصرح لَهُم بنهبها فَقتلُوا ونهبوا وفسقوا وارتكبوا كل انواع الْمُحرمَات وهدموا الْمَسَاجِد وحرقوا ومزقوا اغلب الْكتب النفيسة وَفِي اول اغسطس دَخلهَا شارلكان وَمنع الْجَيْش عَن هَذِه الاعمال فاستتب الامن وسادت السكينَة وَفِي ثَمَانِيَة مِنْهُ امضيت معاهدة بَين شارلكان ومولاي حسن الَّذِي اعيد الى ملكه تقضي عَلَيْهِ باخلاء سَبِيل الارقاء المسيحيين والاباحة لجَمِيع المسيحيين بالاستيطان فِي اقليم تونس واقامة شَعَائِر دينهم بِدُونِ مُعَارضَة وان يتنازل لشارلكان عَن مَدَائِن بونه وَبني زرت وَحلق الْوَادي وان يدْفع لَهُ مبلغ اثنى عشر الف دوكا مصاريف الْحَرْب وان يقدم لَهُ سنويا اثنى عشر حصانا وقدرها من المهارة الْعَرَبيَّة عَلامَة امتنانه بِشَرْط انه لَو خَالف احدى هَذِه الشُّرُوط يدْفع اول مرّة خمسين الف دوكا وَفِي الثَّانِيَة مائَة الف وَفِي الثَّالِثَة يسْقط حَقه فِي الْملك وَفِي 17 اغسطس سَافر الامبراطور شارلكان تَارِكًا فِي حلق الْوَادي الف جندي اسبانيولي وَعشرَة مراكب حربية اما خير الدّين باشا فانه لما راى تحزب الاهالي وميلهم لسلطانهم الْمَعْزُول وَعدم وجود الْجنُود الكافية مَعَه وَبعده عَن مَرْكَز السلطنة لامداده فِي الْوَقْت اللَّازِم ارتحل بجُنُوده على مراكبه