عدم اتِّفَاق امرائها واعيانها وَصغر سنّ ملكهَا لويس الثَّانِي كل هَذِه الاسباب حملت السُّلْطَان على انتهاز هَذِه الفرصة لفتح هَذَا الْحصن المنيع لَكِن اقْتَضَت شفقته ان يُرْسل إِلَى رَئِيس الرهبنة قبل الشُّرُوع فِي الْحَرْب كتابا يعرض عَلَيْهِ اخلاء الجزيرة والانسحاب مِنْهَا بِكُل من مَعَه من المسيحيين الَّذين يؤثرون المهاجرة على الْبَقَاء متعهدا لَهُ بِعَدَمِ التَّعَرُّض لانفسهم ولاموالهم وَلما لم يقبل رئيسهم هَذَا الاقتراح امْر السُّلْطَان الْعِمَارَة البحرية فاقلعت قاصدة رودس وسافر هُوَ من طَرِيق الْبر إِلَى خليج مرمورا الْمُقَابل للجزيرة من جِهَة آسيا فوصلتها الدونانمة فِي 26 يونيه سنة 1522 وارسلت إِلَى الْبر مدافع الْحصار وامؤنة والذخائر وَوصل اليها السُّلْطَان فِي 28 يوليه وبمجرد وُصُوله ابْتَدَأَ الْحصار بغاية الشدَّة ودافع من بهَا دفاع الابطال خُصُوصا الرهبان وَيُقَال ان النِّسَاء كَانَت تساعد الرِّجَال فِي الدفاع بالقاء الاحجار على المحاصرين وصب الزيوت الحارة على رُؤْسهمْ لَكِن لم يجد كل ذَلِك شَيْئا امام المدافع العثمانية الَّتِي تُوجد بعض قللها إِلَى الْآن فِي الجزيرة يستغرب رائيها من ضخامتها وَلما اعيت الْحِيَل رَئِيس هَذِه الرهبنة واسْمه فيليه