ثمَّ سَار سليم إِلَى ادرنه واعلن نَفسه سُلْطَانا عَلَيْهَا فارسل وَالِده اليه من هَزَمه والجأه إِلَى الْفِرَار بِبِلَاد القرم وارسل جَيْشًا آخر لمحاربة كركود بآسيا فَهَزَمَهُ ايضا لَكِن الْتزم السُّلْطَان بايزيد بِالْعَفو عَن ابْنه سليم بِنَاء على الحاح الانكشارية لتعلقهم بِهِ واعادته إِلَى ولَايَة سمندرية وَفِي اثناء توجه سليم اليها قابله الانكشارية واتوابه إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّة باحتفال زَائِد وَسَارُوا بِهِ إِلَى سراي السُّلْطَان وطلبوا مِنْهُ التنازل عَن الْملك لوَلَده الْمَذْكُور فَقبل واستقال فِي يَوْم 8 صفر سنة 918 25 ابريل سنة 1512 وَبعد ذَلِك بِعشْرين يَوْمًا سَافر للاقامة ببلدة ديموتيقا فَتوفي فِي الطَّرِيق يَوْم 10 ربيع الاول سنة 918 26 مايو سنة 1512 عَن 67 سنة وَمُدَّة حكمه 32 سنة ويدعى بعض المؤرخين ان وَلَده دس اليه السم خوفًا من رُجُوعه إِلَى منصة الْملك كَمَا فعل السُّلْطَان مُرَاد الثَّانِي الَّذِي سبق ذكره وَلم تزد املاك الدولة الْعلية فِي زمن السُّلْطَان بايزيد الثَّانِي الا قَلِيلا لحبه السّلم وحقن المدماء فَكَانَت حروبه الخارجية اضطرارية للمدافعة عَن الْحُدُود حَتَّى لَا يستخف بهَا اعداؤها وَكَانَ سلمي الطباع كَارِهًا للْقَتْل وَكَانَ اشهر وزرائه دَاوُد باشا الَّذِي تولى الوزارة بعد كدك احْمَد وَمكث بهَا ارْبَعْ عشرَة سنة واستقال مِنْهَا بِاخْتِيَارِهِ سنة 1497 وَقضى بَاقِي عمره فِي عمل الْخيرَات والمبرات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015