وَكَانَ السُّلْطَان بايزيد الثَّانِي ميالا للسلم اكثر مِنْهُ إِلَى الْحَرْب محبا للعلوم الادبية مشتغلا بهَا وَلذَلِك سَمَّاهُ بعض مؤرخي التّرْك بايزيد الصُّوفِي لَكِن دَعَتْهُ سياسة الدولة إِلَى ترك اشغاله السلمِيَّة الْمَحْضَة والاشتغال بِالْحَرْبِ وَكَانَت اول حروبه داخلية وَذَلِكَ ان اخاه جما لما بلغه خبر موت ابيه سَار على الْفَوْر مَعَ من حَاز بِهِ ولاذ بِهِ قَاصِدا مَدِينَة بورصه فَدَخلَهَا عنْوَة بعد ان هزم الفي انكشاري ثمَّ ارسل إِلَى اخيه يعرض عَلَيْهِ الصُّلْح بِشَرْط تَقْسِيم المملكة بَينهمَا فَيخْتَص جم بولايات آسيا وبايزيد باوروبا فَلم يقبل بايزيد بل اتى اليه وقهره بِالْقربِ من مَدِينَة يكى شهر فِي يَوْم 23 جمادي الاولى سنة 886 20 يوليو سنة 1481 وَتَبعهُ حَتَّى اوصله إِلَى تخوم الْبِلَاد التابعة لمصر وَفِي عودته إِلَى عاصمته طلب مِنْهُ الانكشارية ان يُبِيح لَهُم نهب مَدِينَة بورصة مجازاة لَهَا على قبُولهَا الامير جما فَلم يوافقهم على ذَلِك وخوفا من حُصُول شغب مِنْهُم دفع إِلَى كل نفر مِنْهُم قرشين فاقام جم هَذِه السّنة بِالْقَاهِرَةِ ضيفا عِنْد السُّلْطَان قايدباي ويكتبها بَعضهم قايتباي ثمَّ عَاد فِي السّنة الثَّانِيَة إِلَى حلب وَمِنْهَا راسل قَاسم بك آخر ذُرِّيَّة امراء القرمان ووعده انه لَو انجده وساعده للحصول على ملك آل عُثْمَان يرد لَهُ بِلَاد اجداده فاغتر قَاسم بك بِهَذِهِ الوعود وَجمع احزابه وَسَار مَعَ الامير جم لمحاصرة مَدِينَة قونيه عَاصِمَة بِلَاد القرمان فصدهم عَنْهَا الْقَائِد العثماني كدك احْمَد باشا فاتح مدينتي كافا واوترنت والزم الامير جما بالفرار
ثمَّ حاول هَذَا الامير الصُّلْح مَعَ اخيه بِشَرْط اقطاعه بعض الولايات وَلما رفض السُّلْطَان هَذَا الطّلب الَّذِي لايكون وَرَاءه الا انقسام الدولة ارسل الامير جما رَسُولا من طرفه إِلَى رَئِيس رهبنة القديس حنا الاورشليمي برودس يطْلب مِنْهُ مساعدته