عَظِيم من فرسَان المجر وَسَار بهم لمهجمة مَدِينَة ادرنة عَاصِمَة الممالك العثمانية معللين النَّفس بالانتصار على العثمانيين ومؤملين النَّصْر عَلَيْهِم لاشتغال الْملك مُرَاد بمحاصرة مَدِينَة بيجا بِالْقربِ من بورصة بآسيا الصُّغْرَى فَلَمَّا وصل خبر تقدمهم إِلَى آذان العثمانيين قابلوهم على شاطيء نهر ماريتزا وفاجأوهم فِي لَيْلَة مظْلمَة بِقُوَّة عَظِيمَة القت الرعب فِي قُلُوبهم واوقعتهم فِي حيص بيص وَلم يَلْبَثُوا الا قَلِيلا حَتَّى ولوا الادبار تاركين الثرى مخضبا بدمائهم وَكَانَ ذَلِك فِي سنة 866 هـ سنة 1363 م اما السُّلْطَان مُرَاد فَكَانَ فِي هَذِه الاثناء مشتغلا بِالْقِتَالِ فِي بِلَاد آسيا الصُّغْرَى حَيْثُ فتح عدَّة مدن ثمَّ عَاد إِلَى مقرّ سلطنته لتنظيم مَا فَتحه من الاقاليم والبلدان كَمَا هُوَ شَأْن الفاتح الْحَكِيم الَّذِي لَا يَكْتَفِي بِفَتْح الْبِلَاد وَضرب الذلة والمسكنة على سكانها بل كَانَ ينسج على منوال ابيه وجده أَي يستريح بضع سِنِين من عناء الْفَتْح ليرتب جيوشه ويكمل من نقص مِنْهَا مستشهدا فِي ساحة النَّصْر وَلما عظم شَأْن الدولة خشيها مجاوروها خُصُوصا الضُّعَفَاء مِنْهُم فَأرْسلت جمهورية راجوزه فِي سنة 1365 إِلَى السُّلْطَان مُرَاد رسلًا امضوا مَعَه