أدرك من مقاتليهم، وكان مهران نفسه من بين القتلى؛ وفر القائد فيرزان باتجاه الشرق1.
بلغت أنباء هذه التطورات السلبية مسامع يزدجرد وهو بحلوان، فأدرك أن المسلمين في الطريق إليه، فخرج منها نحو الري2، وترك فيها حامية عسكرية بقيادة خسروشنوم للدفاع عنها، وتأخير تقدم المسلمين، وقد وصل هؤلاء إلى قصر شيرين الواقع على بعد ثلاثة أميال من حلوان3.
والتقى الجمعان على بعد فرسخ من حلوان، وجرت بينهما معركة قاسية، هزم فيها الفرس، وقتل زينبدي، دهقان حلوان وقائد المقدمة، وهرب خسروشنوم. ودخل القعقاع حلوان صلحًا، فكف عن أهلها وأمنهم على دمائهم، وجعل لمن أحب منهم الخروج أن لا يتعرض له، ثم عين جريرًا بن عبد الله البجلي حاكمًا على المدينة، ومضى نحو الدينور4 فلم يفتحها، وفتح قرميسين5.
تطهير العراق من بقايا الوجود الفارسي:
كان فتح حلوان خاتمة فتوح العراق، لكن الوضع العسكري تطلب القيام بعمليات تطهير شاملة لبقايا الوجود الفارسي، وإخضاع القرى وبخاصة في السواد الشرقي لدجلة، فنفذ هاشم هذه العمليات بنجاح، فصالحه دهقان مهرومز على جريب من دراهم على ألا يقتل أحدًا منهم، ولكن دهقان دسكرة6 اتهم بغش المسلمين فقتله هاشم، ثم توجه نحو بندنيجين7، فصالحه سكانها على أداء الجزية مقابل الأمان، ولم يبق من سواد دجلة ناحية إلا غلب عليها المسلمون، وأقبل أمراء الثغور عليهم لطلب الأمام مقابل دفع الجزية8.