الأرقام 69 ألف تلميذ (مسلم) يزاولون التعليم في المدارس التي فتحها الجيش الفرنسي في المناطق النائية عن المدن والقرى، وهناك بضعة آلاف من الأطفال (المسلمين) الذين يتلقون تعليما في المدارس الحرة، دون تقديم إحصاء عنهم (والمعتقد أن المقصود بهم تلاميذ مدارس جمعية العلماء).
وتتحدث نشرة الحكومة العامة المتفائلة جدا بمستقبل التعليم في الجزائر. عن التعليم الثانوي أيضا خلال نفس الفترة (1958 - 1959)، فقد مجل سبعة وأربعون ثانوية ومعهد (كوليج) في القطر الجزائري 42 (اثنين وأربعين) ألف
تلميذ، منهم 7800 فقط من المسلمين، من بينهم ألفان من البنات المسلمات، أي 22% حسب هذا الإحصاء، وكان هذا العدد لا يتجاوز 10% فقط منذ عشر سنوات (أي سنة 1948).
أما التعليم العالي فالإحصاء الرسمي متفائل به أيضا، بل إنه أعطى الرقم الإجمالي الذي يشمل الطلبة الأوروبيين وسكت عن التفاصيل لأنها تكشف عن حقيقة فاضحة بالنسبة للعدد الخاص بالجزائريين، فالجامعة الجزائرية في الواقع جامعة فرنسية رغم الحديث عن كونها ذات طابع إفريقي - إسلامي متميز، فهي تضم 5400 طالب ليس بينهم سوى حوالي 400 طالب مسلم (جزائري)، وقد صدقت النشرة عندما وصفتها بأنها إحدى كبريات الجامعات الفرنسية، ومع ذلك تبجحت النشرة وقالت إن للجامعة مهمة يفرضها عليها موقعها الجغرافي في إفريقيا وصلتها بالعالم الإسلامي، وللجامعة أربع كليات واثنا عشر معهدا متخصصا، منها معهد الدراسات الإسلامية، ومعهد الدراسات الشرعية في وهران وقسنطينة، وقد شرع في بناء معهد للدراسات النووية وفي بناء كلية للطب، وهي كلية جديدة رغم أن للطب كلية قديمة (?).
أما جريدة (المقاومة الجزائرية) فقد أوردت إحصاء بعدد الطلبة الجامعيين في الجزائر سنة 1954 فكان كما يلي: هناك 557 طالبا جزائريا في جامعة