وهناك تعليم عربي/ فرنسي، وهو الموجه للجزائريين (المدرسة الأهلية/ الأندجين) والذي دخلته العربية كلهجة أو لغة دارجة، وهو لا يستوعب كل الأطفال وليس إجباريا كالتعليم المخصص لأبناء الفرنسيين، إضافة إلى ذلك هناك التعليم الفرنسي - الإسلامي أو (الفرنكو - ميزولمان) الذي عرف تطورا مع بداية الثورة حين حولت المدارس القديمة الثلاث إلى ثانويات للذكور مع استحداث ثانوية رابعة للإناث، أما التعليم العربي فهو خارج نطاق النظام التربوي الذي تشرفه عليه الحكومة الفرنسية، , وهو إما تحت إشرافه الزوايا ويسمى تقليديا أو أصليا وإما تحت إشرافه جمعية العلماء (وأحيانا حزب الشعب) ويسمى التعليم الحر، وقد سبق التنويه بتطورات التعليم عشية الثورة في الفصل الأول.
نشرت الحكومة العامة في الجزائر سنة 1959 نشرة أسمتها (الجزائر - تنمية، 1959 أو الجزائر والتنمية) تتعلق بمجالات التعليم في العهد الجديد وانطلاق الجزائر إلى عصر التنمية، وفي هذه النشرة تفصيل عن كون التعليم هو أساس كل تنمية، فهناك التعليم الشامل والتعليم الثانوي والتعليم العالي، والمقصود بالتعليم الشامل هو التعليم الابتدائي وما في مستواه، ومما جاء في النشرة أن التعليم الشامل قد حقق تقدما ملحوظا، ففي 1948، كان هناك طفل مسلم (جزائري) يتعلم من بين تسعة أطفال لا يتعلمون، وبعد عشر سنوات أصبح هناك حوالي أربعة أطفال يتعلمون من كل تسعة لا يتعلمون، وهذا تقدم كبير في نظر الحكومة العامة.
وفي فاتح أكتوبر 1958 سجل 612 ألف طفل في المدارس الابتدائية، منهم 473 ألف طفل من المسلمين (الجزائريين) من بينهم 171 ألف تلميذة، وفي 30 يناير 1959 زاد عدد التلاميذ المسلمين بخمسين ألف طفل جرى تسجيلهم خلال السنة الدراسية حين افتتحت أقسام جديدة، ويضافه إلى هذه