ثامن عشره سَافر الْحَاج الشَّامي وأميرهم جَان بلاط كَمَا عرفت وَحج فِي هَذِه السّنة القَاضِي نجم الدّين الخيضري وَالشَّيْخ أَبُو الْفضل الصَّفَدِي الشَّافِعِي وَأَن الْحَاج قَلِيلا وَمَا جَاءَ أحد من الرّوم وَكَانَ الْحَاج من حلب أَكثر مِمَّن ذهب من دمشق وقاضي الركب شهَاب الدّين أَحْمد بن الصاحب الَّذِي كَانَ نقيب القَاضِي الشَّافِعِي قطب الدّين رَحمَه الله
خَامِس عشريه وصل الأتابكي أزبك الظَّاهِرِيّ من حلب وَنزل بالقبة فَوق مَسْجِد الْقدَم وَدخل مَعَه الْأُمَرَاء من جمَاعَة سُلْطَان الرّوم فِي الْحَدِيد وخلائق من عَسَاكِر ابْن عُثْمَان فِي الْحَدِيد أَيْضا وَدخل مَعَه ابْن عَليّ دولات الغادري وجماعته بِلَا ترسيم وَدخل مَعَه من أُمَرَاء مصر تنبك قرا الظَّاهِرِيّ وبرسباي قرا الظَّاهِرِيّ ويشبك الجمالي وتنبك الجمالي وقانصوه خَمْسمِائَة وتغري بردي والأمير تمراز قريب السُّلْطَان وَركب مَعَهم النَّائِب وسكنت الْأُمُور بِحَمْد الله
ذُو الْقعدَة مستهله الْأَحَد توجه الأتابكي الباش والأمراء وَفِيه توفّي الشَّيْخ الْمُبَارك الْقدْوَة عَلَاء الدّين عَليّ الْبزورِي المجاور للشامية كَانَ ملازما للتلاوة مَعَ التدبر وَكَانَت أوقاته كلهَا مَشْغُولَة بِالْعبَادَة تِلَاوَة وذكرا وَعَملا وَمَا كَانَ لَهُ نَظِير تربى على يَد الشَّيْخ عمر بن الشَّيْخ خَلِيل ولازمه سِنِين كَثِيرَة بالجامع الْأمَوِي وَدفن بمقبرة الحمرية بِالْقربِ من قبر الشَّيْخ عَليّ ابْن الْمَذْكُور ولي الله تلميذ الْموصِلِي نفع الله ببركتهم
ثَانِي عشره وصل الْخَبَر أَن أَمِين الدّين مُحَمَّد الحسباني الْحَنَفِيّ ولي كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق وَوصل مرسوم بذلك عوضا عَن القَاضِي موفق الدّين العباسي وَأَنه بذل خَمْسَة آلَاف دِينَار خَارِجا عَن ألف أُخْرَى وأخبروا