مستهله الِاثْنَيْنِ سادس عشري ايار
اجْتمع قَاضِي الْقُضَاة الْحَنَفِيّ محب الدّين بن القصيف وقاضي الْقُضَاة الْحَنْبَلِيّ نجم الدّين بن مُفْلِح وَحضر مَعَهُمَا القَاضِي سراج الدّين بن الصَّيْرَفِي الشَّافِعِي نَائِب القَاضِي الشَّافِعِي ابْن فرفور لكَون مستخلفه غَائِبا بِالْقَاهِرَةِ الْآن وَحضر شخص رأى الْهلَال لَيْلَة الِاثْنَيْنِ بَين العشائين بالجامع الْأمَوِي فاتفق الْحَاضِرُونَ على ان سراج الدّين يسمع شَهَادَته فَقَالَ لَا اسمعها الا بِدَعْوَى دين مُؤَجل باستهلال شهر رَمَضَان فأقاموا مُدعيًا ومدعى عَلَيْهِ بِالْكَذِبِ فَادّعى بمبلغ عينه انه مُؤَجل بمستهل شهر رَمَضَان هَذِه السّنة وَقد اسْتهلّ وَحل فَقَالَ الْمُدعى عَلَيْهِ يثبت مَا يَدعِيهِ فَشهد الشَّاهِد بِرُؤْيَة الْهلَال هَذِه اللَّيْلَة فَطلب التَّزْكِيَة فَزكِّي فَصرحَ بالثبوت وَحكم بِالدّينِ وَهَذَا خطأ من وُجُوه احدها طلبه مُدعيًا فِيمَا هُوَ حق الله تَعَالَى لَيْسَ بِشَرْط بل قَالَ بعض اصحابنا انه لَا يسمع فِيهِ الدَّعْوَى وَهَذَا حرَام عَلَيْهِ سَمَاعه وَقد صرح الشَّيْخَانِ وَغَيرهمَا بَان من جملَة مَا تسمع فِيهِ شَهَادَة الْحِسْبَة الْهلَال ثَانِيهَا اقامة هَذِه الدَّعْوَى الَّتِي هِيَ كذب وَهَذَا حرَام عَلَيْهِ سَمَاعه حَيْثُ علم انه لَا حَقِيقَة لَهُ ثَالِثهَا الالزام بِالدّينِ بِنَاء على شَهَادَة الْوَاحِد بَاطِل لَان مَذْهَبنَا اذا صَحَّ الْعَمَل بقول الْوَاحِد مَحَله فِي الصَّوْم فَقَط اما