تاريخ الانطاكي (صفحة 338)

والورع، ورفض اللذّات الجسدانية، واقتصر على مطعمه ومشربه على ما تدعو إليه الحاجة لتماسك (?) الجسم دون الزيادة منه والمغالاة فيه وفي كسوته [على] (?) الصوف وركوبه الحمير بمراكب حديدية خسيسة، واختلط بالعامّة واجتذب الناس إليه بالعدل وإسقاط المكوس والرسوم الجائرة والهبات والعطايا الجزيلة، وانخدع كثيرون له وانحرفوا إلى متابعته، وتنافسوا في موالاته، ونسبوا كلّ قبيحة يأتيها (?) في عرض ذلك من القتل والسخف وغيرهما من الأعمال الذميمة إلى أجمل وجوهها، وتأوّلوا فيها ضروبا من جنس التأويل، واحتجّوا بأنّ [في] (?) جميع ما فعله (?) أسرار (?) خفيّة، وأعراض (?) غامضة لم يجعل للبشر الوقوف عليها ولا الوصول إلى معرفة أسبابها (?).

[الدرزيّ يدعوي الناس إلى مذهبه]

ولمّا ظهر الدّرزيّ (?) ودعا الناس إلى مذهبه (استجاب (?) كثير من الرّعاع إليه) (?) وأوهم الحاكم أن كثيرا من أهل المسكونة يعتقدون فيه كاعتقاده، وما قد دعا الناس إليه وأصغى إلى قوله وغلب هواه فيه على عقله، وأمره أن يحسن الناس (?) بالرقاع ويدعوهم بها إلى مذهبه، فكتب رقعة إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015