كثيرا (?) وانهزموا، وغرق في النّيل جمع منهم، وملك أصحاب أبي ركوة ما كان مع ابن فلاح من العدد والآلات، وانصرفوا [آخر نهار ذلك اليوم] (?) (وصاروا) (?) إلى الفيّوم، واجتمعت عساكرهم بها.
وازداد اضطراب أهل مصر [ووجلهم] (?) وتزايدت أسعارهم، فنودي:
«أيّ أحد زاد في السّعر فقد أوجب على نفسه القتل»، فتراجعت الأسعار إلى حدّها (?).
وصار الفضل بن صالح بالجيوش المنضمّة إليه إلى الفيّوم، [للقاء أبي ركوة] (?). والتقيا (?) الفريقان [يوم الجمعة لثلاث خلون من ذي الحجة سنة 396] (?) بموضع من أرض الفيّوم يعرف برأس البركة، فانهزم أبو ركوة ومن معه من العرب، وقتل أكثر البربر، ولم يفلت إلاّ نفر قليل من النساء والصّبيان، وحملوا إلى مصر وأطلق سبيلهم، ووقع فيهم الجدريّ والوباء، فلم يعش منهم أحد، ومن كان تخلّف منهم ببرقة اشتدّ به الجوع وهلك بعد أن أكل بعضهم بعض (?) من الجوع، وهرب أبو ركوة مع العرب.
وأرسل الفضل بن صالح إلى بني قرّة يسألهم أن يسلّموه إليه، وبذل لهم على ذلك مالا جزيلا، ولم يجيبوا إلى تسليمه وتفرّقوا عنه، وانبثّت (?) الجيوش في