نواحي الصعيد في طلبه، فلما تطاول مقامهم دخل العرب التميميّون (?) إلى مصر، فأحسن إليهم، وانصرفوا إلى مواطنهم.
وانتهى إلى فضل بن صالح أنّ العرب قد حملت أبا ركوة إلى طرف بلاد النّوبة، وهو على (نيّة) (?) الدخول إليها، فأنفذ إلى هنديل (?) أمير العرب المتدبّر ناحية السودان (?) يبذل له في أخذ أموالا وإقطاعا (?)، فسار الهنديل في طلبه إلى أعمال صاحب الخيل، وهو المقيم في أوّل عمل النّوبة، وأعلمه حال الخارجيّ وحصوله في أعمالهم ووروده في طلبه، وأنّه إن لم يسلّمه إليه وردت العساكر إلى بلادهم وأفسدت فيها، فقال له إنّه (?) لم يعبر إلاّ نصرانيّان راكبين جملين بجاويين، فقال له: فلهما (?) اطلب، فقال له: إن وجدتهما خذهما، فطلبهما وعرف حصولهما في بعض الدّيارات، فقصد ذلك الدّير فألقى البجاويين [ومعهما غلام، فسأله عن صاحبه فإذا هو (?) قد أقبل وعلى رأسه زبيل بين البجاويين] (?). فقال له عند ذلك:
السلام عليك يا أمير المؤمنين، فانقطع في يده وقبض عليه وكتّفه، وأحضره إلى الفضل، فحمله إلى مصر أسيرا، فأشهر بها [يوم الأحد لثلاث عشر ليلة بقيت من جمادى الآخر سنة 397] (?) ثم قتل [في ذلك اليوم] (?) في موضع يعرف بمسجد تبر، وصلب فيه وأحرق بالنار. وكان من اليوم الذي