إليه،
واحتوى على سائر بلد فارس والعراق والموصل وديار بكر، ورسم (?) له في نفوس (?) الناس وفي جميع أهل (?) مملكته هيبة عظيمة، حتّى أنّ لعظم هيبته وشدّة سطوته أنفذ وزيره المظهر بن عبد الله إلى البطيحة (?) لإصلاح أحوالهم، فجرى على غير الصواب من غير تعمّد، فتخوّف على نفسه منه
واستدعى متطبّبه وأمره أن يفصده لينزف (?) دمه إلى أن يتلف، فأعلمه المتطبّب أنّه غير محتاج إلى الفصد، وأحاده عمّا قصده، فصرفه وخلا بنفسه وأخذ سكّين دواته وقطع شرايين ذراعيه جميعا، وجرح نفسه في مقاتله وقضى لوقته.
وفوّض (?) عضد الدولة تدبير الأمور بعده إلى أبي الرّيان (?) أحمد بن محمد منتسبا إلى خلافة أبي منصور نصر بن هرون النّصراني لضرورات كانت بين المظهر وبينه، فلمّا مضى المظهر لسبيله انفرد [منها] (?) وأبو منصور، فاعتلّ عضد الدولة ودعى في علّته ابنه الأكبر أبا الفوارس شرف الدولة وزين الملّة من شيراز إلى بغداد.
وكان لعضد الدولة غلام خصيّ أسود يسمّى شكر مستوليا على جميع أموره، فلم يمكن أحد من أولاده الدخول عليه في علّته مع تطاولها، واستشعر شرف الدولة أنّ أباه قد مات وأنّ شكر يكتم موته، فهجم ودخل إلى الموضع الذي عضد الدولة منضجعا (?) فيه، فرآه في حال الحياة، وخرج