دوابَّهم، ثُمّ سلَّموها بالَأمان، فهدمها البساسيريّ وعفى أثرها1.

وصار طغرلبك جريدةً في ألفين إلى الموصل، فوجد البساسيري وقريشًا قد فارقاها، فساق وراءهم، ففارقه أخوه وطلب همذان، فوصلها في رمضان.

قال: وقد قيل: إنَّ المصريين كاتبوه، وأنَّ البساسيري استماله وأطعمه في السَّلْطَنة، فسار طغرلبك في أثره2.

قال: وأمَّا البساسيري فوصل إلى بغداد في ثامن ذي القعدة ومعه أربعمائة فارس على غاية الضر والفَقْر، فنزل بمُشرعة الرّوايا، ونزل قريش في مائتي فارس عند مُشْرعة باب البصرة3.

ومالت العامة إلى البساسيري، أمّا الشّيعة فللمذهب، وأمّا السُّنة فلِما فعل بهم الْأتراك4.

وكان رئيس الرؤساء لقلّة معرفته بالحرب، ولِما عنده من البساسيريّ، يرى المبادرة إلى الحرب، فاتّفقّ أنّ في بعض الأيّام التي تحاربوا فيها حضر القاضي الهمذانيّ عند رئيس الرؤساء، ثم استأذن في الحرب وضَمِنَ له قتل البساسيريّ من غير أن يعلم عميد العراق.

وكان رأي عميد العراق المطاولة، رجاء أن ينجدهم طغرلبك. فخرج الهمذاني بالهاشميين والخَدَم والعوامّ إلى الحلبة وأبعدوا، والبساسيريّ يستجرّهم، فلمَّا أبعدوا حَمَل عليهم، فانهزموا وقُتِلَ جماعة، وهلك آخرون في الزحمة، ووقع النهب بباب الْأزْج5.

وكان رئيس الرؤساء واقفًا، فدخل داره، وهرب كل من في الحريم، ولطم العميد على وجهه كيف استبدَّ رئيس الرؤساء بالَأمر، ولا معرفة له بالحرب، فاستدعى الخليفة عميد العراق وأمره بالقتال على سور الحريم، فلم يرعهم إلّا والزعقات، وقد نهب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015