أحداث سنة خمسين وأربعمائة:

خلع القائم بأمر اللَّه، والخطبة للمستنصر بالعراق:

فيها خُطِبَ للمستنصر باللَّه العُبيْديّ على منابر العراق1، وخُلِع القائم بأمر اللَّه.

وكان من قصة ذلك أنَّ السّلطان طغرلبك اشتغل بحصار تلك النواحي ونازل الموصل، ثم توجه إلى نصيبين لفتح الجزيرة وتمهيدها، وراسل البساسيريُّ إبراهيم ينال أخا السُّلطان يعِدهُ ويمنِّيه ويطمِّعه في المُلك، فأصغى إليه وخالف أخاه، وساق في طائفةٍ من العسكر إلى الرّيّ.

فانزعج السُّلطان وسار وراءه، وترك بعض العسكر بديار بكر مع زوجته ووزيره عميد المُلْك الكُنْدُريّ2 وربيبه أنوشروان. فتفرَّقت العساكر، وعادت زوجته الخاتون بالعسكر إلى بغداد3.

وأمَّا السلطان فالتقى هو وأخوه فظَهَر عليه أخوه، فدخل السّلطان همدان، فنازله أخوه وحاصره، فعزمت على إنجاد زوجها، واختبطت بغداد، واستفحل البلاء، وقامت الفتنة على ساق، وتمَّ للبساسيريّ ما دبَّرَ من المكر، وأرجف الناس بمجيء البساسيري إلى بغدد، ونفر الوزير الكُندري وأنوشروان إلى الجانب الغربيّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015