من الطِّشْت، ترك إلى جانبه عشرة دنانير، حتى لا يتبرم بِهِ الخدم، فكانوا يودون دوام علّته، ولما عوفي تصدَّق بنحوٍ من خمسين ألف دينار، وله ديوان شعر.

وقد مدحه أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن أحْمَد بْن الخازن الشاعر بقصيدته المشهورة، وهي:

هذا فؤادُك نَهْبي بين أهواء ... وذاك رأيكَ سارٍ بين آراءِ

هَوَاكَ بين العيونِ النُّجْل مُقْتَسَمٌ ... داءٌ لعَمْرُكَ ما أَبَلاهُ من داءِ

لا يستقرُّ بأرض أو يسير إلى ... أُخرى بشخص قريب عَزْمُه نائي

يومًا بحُزْوَى ويومًا بالكثيب ويو ... مًا بالعُذَيْب ويومًا بالخُلَيْصَاءِ

ومنها:

صَبيَّة الحيّ لم تقْنَعْ بها سَكَنًا ... حتى علقَتْ صَبايا كلّ أحياءِ

أدْعَى بأسماءَ نَبْزًا فِي قبائِلها ... كأن أسماءَ أَضْحَى بعضُ أسمائي

ثَنَتْ أنامِلَها عنّي وقد دمِيَتْ ... من مُهجتي فادَّعَتْها وَشْي حِنّاء

وهي طويلة.

وقيل: إنّ نوح بْن منصور الساماني، كتب إِلَيْهِ يستدعيه ليفوّضه وزارته، فاعتلّ عليه بأنه يحتاج لنقل كتبه، خاصة، أربعمائة جَمَل، فما الظّنّ بما يليق من التجمّل.

ومن بديع نظْم الصّاحب بْن عبَّاد:

تبسَّم إذ تبسَّم عَنْ إقَاحٍ ... وأسْفَرَ حين أسْفَرَ عَنْ صَباحِ

وألحقني بكأس من رِضابٍ ... وكأسٍ من جَنَى وردٍ وراحِ

لَهُ وجْهٌ يدل بِهِ وطَرْفٌ ... يمرِّضُه فيسكر كلَّ صَاحِ

جبينُكَ والمُقَلَّد والثَّنَايا ... صباحٌ فِي صباحٍ فِي صباحِ

ومن شعره:

الحبُّ سُكْرُ خمارُهُ التَّلَف ... يَحْسُنُ فِيهِ الذُّبُول والدَّنَفْ

عُلُوه زاد فِي تصَلُّفِه ... والحُسْنُ ثَوْبٌ طِرازُه الصَّلَفْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015