نُعَيم، ثنا محمد بن عمر بن مسلّم، ثنا محمد بن النُّعْمان السّلمي، ثنا هديّة، ثنا حَزْمُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ، سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: بئس الرّفيق الدّينار والدّرهم، لا ينفعان حتى يفارقاك.

168- محمد بن القاسم بن شعبان بن محمد1 بن ربيعة، الفقيه أبو إسحاق المصري المالكي صاحب التصانيف.

قال القاضي عِياض: هو من ولد عمَّار بن ياسر -رضي الله عنه، ويعرف أيضًا بابن القرطي، نسبة إلى بيع القُرْط, كان رأس المالكية بمصر، وأحفظهم للمذهب، مع التَفَنُّن من التاريخ والأدب مع الدّين والورع، ومع فنونه لم يكن له بصر بالنّحْو، وكان واسع الرواية.

له كتاب "الزاهي الشعباني في الفقه" وهو مشهور، وكتاب "أحكام القرآن"، وكتاب "مناقب مالك"، وكتاب "المنسك".

روى عنه: محمد بن أحمد بن الخلاص التّجاني، وخَلَف بن القاسم بن سهلون، وعبد الرحمن بن يحيى العّطار، وطائفة.

تُوُفّي لأربع عشرة بقيت من جُمادى الأولى.

قلت: وكان ابن شعبان صاحب سنة كغيره من أئمة الفقه في ذلك العصر، فإنّي وقفت على تأليفه في تسمية الرواة عن مالك، قال في أوّله: "بديت فيه بحمد الله الحميد، ذي الرّشد والتسديد، الحمد لله أحقّ ما بُدئ، وأَولَى مَن شُكِر، الصّمَد الواحد ليس له صاحبة ولا ولد، جلَّ عن المثل، فلا شبيه له ولا عدْل عادل، فهو دان بعلمه، أحاط عِلْمُهُ بالأمور، ونفذ حُكْمُهُ في سائر المقدور"، وذكر باقي الخطبة، ولم يكن بالمُتْقِن للأثر مع سعة علمه.

روى ابن حزم له في "المحلَّى" قال: ثنا أحمد بن إسماعيل الحضرمي، ثنا محمد بن أحمد بن الخلاص، ثنا محمد بن القاسم بن شعبان المصري، حدّثني إبراهيم بن عثمان بن سعيد، فذكر حديثًا ساقطًا، ثم قال ابن حزْم: ابن شعبان في المالكية نظير عبد الباقي بن قانع في الحنفيّين، قد تأمّلنا حديثهما فوجدنا فيه البلاء المبين والكَذِب البَحْت والوضع، فإمّا تغيّر حفظهما وإما اختلطت كتبهما.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015