أبا دلفٍ بُورِكْتَ في كلّ وجهةٍ ... كما بُوِركَتْ في شهرها لَيْلَةُ القَدْرِ
فقال: يا أمير المؤمنين بكذوب عليّ، لا والذي في السّماء1 بيتُه، ما أعرف مِن هذا حرفًا.
فقال: قد قال فيك:
ما قال لا قطّ من جودٍ أبو دُلَفٍ ... إلّا التشهُّد لكن قوله نعم
قال: لا أعرف هذا يا أمير.
وقال أبو العَيْناء: حدَّثني إبراهيم بن الحَسَن بن سهل قال: كنّا في موكب المأمون، فترجّل له أبو دلفٍ، فقال له المأمون: ما أخّرك عنّا؟.
قال: عِلَّةٌ عَرَضَتْ لي.
فقال: شفاك الله وعافاك، اركب.
فوثب من الأرض على الفَرَس، فقال: ما هذه وثبة عليل.
فقال: بدعاء أمير المؤمنين شُفِيت.
وعن: أبي دلفٍ أنّه فرّق يومًا مبلغًا كبيرًا من المال، ثمّ أنشأ يقول لنفسه:
كفاني من مالي دِلاصٌ وسابحٌ2 ... وأبيض من صافي الحديد ومِغْفَرُ
وقال مرّةً، وقد تكاثر عليه الشُّعَراء وهو مضيق اليد، فتمثّل:
لقد خُبِّرْت أنْ عَلَيْك دَيْنًا ... فزِدْ في رَقْمِ دَيْنِك واقضِ3 دَيْني
يا غلام اقترض لي عشرين ألفًا بأربعين ألفًا وفرّقها عليهم.
ومن شعره.
نحن قومٌ تليننا الحدق4 النجل5 ... على أننا نلين الحديدا