شيء أوعظ من قبر، ولا آنَسَ من كتاب.

عمر بن شبة، ثنا أبو يحيى الزُّهْريّ قال: قال عبد الله بن عبد العزيز عند موته: بنعمة ربي أحدث، لو أن الدُّنيا تحت قدمي ما يمنعني من أخْذها إلا أن أزيل قدمي، ما أزلْتُها. إني لم أصبح أملك إلا سبعة دراهم ثمن لحا شجر فَتَلْتُهُ بيدي.

قال المسيّب بن واضح: سمعتُ العمري الزاهد بمسجد منى يشير بيده ويقول:

لله دَرُّ ذوي العقول ... والحرص في طلب الفضول

سُلاب أكسية الأرامل ... واليتامى والكهول

والجامعين المكثرين ... من الحيازة والغلول

وَضَعوا عقولهم من الدنيا ... بمُدْرَجَةِ السيول

وَلَهَوْا بأطراف الفروع ... وأغفَلُوا علم الأصول

وتتبّعوا جمْعَ الحُطام ... وفارقوا أثر الرسول

ولقد رأوا غِيلان رَيْبِ ... الدهر غُولا بعد غُولِ

أخبرنا أحمد بن سلامة كتابةً، عن أبي الفضائل الكاغِديّ، أنا أبو عليّ الْحَدَّادِ، أنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ جعفر، نا أحمد بن الأبّار، نا عبد الرحمن بن بِشْر بن الحَكَم، نا سُفيان قال: دخلتُ على العُمريّ الصّالح فقال: ما أحد يدخل عليّ أحبّ إلي منك، وفيك عيب. قلت: ما هو؟ حُبُّ الحديث، أما إنّه ليس من زاد الموت أو من إبزار الموت1.

وقال أبو المنذر إسماعيل بن عَمْر: سمعتُ أبا عبد الرحمن العُمريّ الزّاهد يقول: إنّ من غفلتك عن نفسك إعراضك عن الله بأن ترى ما يُسخطه، فتجاوزه، ولا تأمر ولا تنهي عن المنكر خوفًا ممّن لا يملك لك ضرًا ولا نَفْعًا، من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مخافة المخلوقين نُزعت منه الهيبة، فلو أمر بعض ولده لاستخفّ به.

قال محمد بن حرب المكّيّ: قدِم العُمريّ فاجتمعنا إليه، فلما نظر إلى القصور

طور بواسطة نورين ميديا © 2015