وله:

مُنَايَ مِنَ الدُّنيا عُلُومٌ أبُثُّهَا ... وأنْشُرُها في كُلِّ بَادٍ وحَاضِرِ

دعاءٌ إلى القُرْآنِ والسُّنن الّتي ... تَنَاسَى رجالٌ ذِكْرَها في المحاضرِ1

وله وهو يماشي ابن عبد البرّ، وقد أقبل شابٌّ مليح، فأعجب ابن حزم، فقال أبو عمر: لعلّ ما تحت الثّياب ليس هناك.

فقال بديهًا:

وذي عَذَلٍ فيمن سباي حُسْنُهُ ... يُطيل مَلَامي في الهوى ويقولُ

أيَنْ حُسْنِ وَجْهٍ لَاحَ لَمْ تَرَ غَيْرَهُ ... ولَمْ تدر كيف الْجِسْمُ أَنْتَ قَتِيلُ

فقلتُ لَهُ: أسرفْت في الّلَوْمِ فَاتَّئِدْ ... فعندي ردٌّ لو أشاءُ طَوِيُلْ

ألم تر أنني ظَاهِرِيٌ وأنَّني ... على ما بدا حتّى يقوم دليل2

وله:

لا يشتمنَّ حاسِدي إن نكبةٌ عَرَضَت ... فالدّهرُ ليس على حالٍ بمُترَّكِ

ذو الفضل كالتبر طورًا تحت منفعةٍ ... وتارةً في ذُرى تاجٍ على ملك

ومن شعره يصف ما أحرق المُعتضد بن عبَّاد له من الكُتُب:

فإن تحرِقوا القِرْطَاس لَا تُحرِقوا الّذي ... تضمّنه القِرْطَاس، بل هو في صدري

يَسيرُ معي حيث استقلَّتْ رَكَائِبي ... وينزلُ إنْ أَنْزَل ويُدفَن في قبري

دَعُونِي مِن إحرَاقِ رقٍّ وكاغدٍ ... وقولوا بعلمٍ كَيْ يَرَى النَّاسُ مَنْ يَدْرِي

وإلا فَعُودُوا في المَكَاتِبِ بدْأةً ... فَكَم دُونَ ما تبغونَ لِلَّهِ مِن سِتْرِ

كذاك النَّصَارى يحرقون إذا عَلَت ... أَكُفُّهُمُ القُرْآن في مُدُنِ الثَّغْرِ

وقد ذُكر لابن حزم قول من قال: أجلّ المُصنَّفات "المُوَطَّأ"، فأُنكِر ذلك، وقال: أَوْلَى الكُتُب بالتّعْظيم "الصحيحان"، وكتاب سعيد بن السكن، و"المنتقى" لابن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015