ألى أن قال: ومن تواليفه: كتاب "الصّادع في الرّد على من قال بالتَّقليد".
وكتاب "شرح أحاديث المُوطَّأ".
وكتاب "الجامع في صحيح الحديث باختصار الأسانيد"، وكتاب "التخليص والتّلخيص" في المسائل النّظريّة، وكتاب "مُنْتَقَى الْإِجماع"، وكتاب "كشف الالتباس لما بين أصحاب الظاهر وأصحاب القياس".
قلت: ذكر في الفرائض من "المُحَلَّى" أنَّهُ صَنَّف كتابًا في أجزاءٍ ضخمة في ما خالف فيه أبو حنيفة ومالك والشّافعيّ جمهور العلماء، وما انفرد به كل واحدٍ منهم، ولم يُسبق إلى ما قاله.
ومن أشعاره:
هل الدَّهر إِلَّا ما عرفْنَا وأدركْنا ... فجائِعُهُ تَبْقَى ولذّاته تَفْنَى
إذا أَمْكَنَتْ فيه مَسَرَّةُ ساعةٍ ... تَوَلَّت كمرِّ الطَّرْفِ واستَخْلَفَتْ حُزنا
إلى تبِعاتٍ في المَعاد وموقفٍ ... نودُّ لَدَيْهِ أنَّنَا لم نَكُنْ كنَّا
حصلنا على همٍّ وإثمٍ وحسْرةٍ ... وفاز الّذي كنَّا نَلَذُّ بِهِ عَنا
حنَيِنٌ لما ولَّى وشُغلٌ بما أتى ... وهمٌّ لِما نَخْشَى فعيشك لا يَهنا
كأنَّ الَّذي كنّا نسُرّ بِكَوْنِهِ ... إذا حقَّقَتْهُ النَّفْسُ لفظٌ بلا معنى
وله يفتخر:
أنا الشُّمْس في جوِّ العلوم منيرةٌ ... ولكنّ عَيْبي أنْ مَطْلَعِيَ الغرْبُ
ولو أنّني من جانب الشَّرقِ طالِعٌ ... لجَدَّ عليَّ مَا ضَاعَ مِنْ ذِكْرى النَّهْبُ
ولي نَحْوَ أكنافِ العراقِ صَبابةٌ ... ولا غَرو أن يستوحِشَ الكِلَف الصّبُّ
فإنْ يُنزل الرّحْمَنُ رحْلي بَيْنهمْ ... فحينئذٍ يبدو التأسُّف والكَرْبُ
هنالك يُدري أنَّ للبُعْدِ قِصَّةٌ ... وأنَّ كَسَادَ العِلمِ آفَتُهُ القُرْبُ
فواعَجَبًا مَنْ غابَ عنهم تشوّقوا ... له، ودُنُوّ المَرِء من دارهم ذنب2