قال أبو العبَّاس بن العَرِيف1: كان يُقال: لِسَان ابن حَزْم وسَيْفُ الحَجَّاج شقيقان2.

وقال أبو الخطَّاب بن دِحْيَة: كان ابن حَزْم قد بَرَص من أكل اللُّبَان، وأصابتهُ زَمَانَة، وعاش -رحمه اللَّه- اثنتين وسبعين سنة إِلَّا شهرًا3.

قال أبو بكر محمد بن طرخان بن بُلْتِكين: قال لي الْإِمام أبو محمد عبد الله بن محمد العربي: توفِّي أبو محمد ابن حَزْم بقريته، وهي على خليج البحر الأعظم، في جُمَادَى الأولى سنة سبعٍ وخمسين.

وقال أبو محمد بن العربيّ: أخبرني أبو محمد بن حزم أنَّ سبب تعلُّمُه الفِقه أنَّهُ شهِد جنازة، فدخل المسجد، فجلس ولم يركع، فقال له رجل: قم صلِّ تحيَّة المسجد، وكان قد بلغ سِتًّا وعشرين سنة.

قال: فقمت فركعت، فلمَّا رجعنا من الصَّلاة على الجنازة ودخلت المسجد بادرت بالركوع، فقيل لي: اجلس اجلس، ليس ذا وقت صلاة -يعني: بعد العصر، فانصرفت وقد خُزيت.

وقلت للَأُستاذ الّذي ربَّاني: دُلَّني على دار الفقيه أبي عبد اللَّه بن دحّون، فقصدته وأعلمته بما جرى عَلَيّ، فدلّني على "موطأ" مالك، فبدأتُ عليه قراءة من ثاني يوم، ثُمّ تتابعت قراءتي عليه وعلى غيره نحو ثلاثة أعوام، وبدأتُ المُناظرة.

ثم قال ابن العربيّ: صحِبْتُ ابن حَزْم سبعَةَ أعوام، وسمعتُ منه جُمَيْع مُصَنَّفاته، سوى المجلَّد الأخير من كتاب "الفِصَل"، وهو سِتّ مُجلَّدات، وقرأنا عليه من كتاب "الْإِيصال" أربع مُجلَّدات في سنة ستٍّ وخمسين، وهو أربعة وعشرون مُجلَّدًا، ولي منه إجازة غير مرَّة4.

وقال أبو مروان بن حيَّان: توفِّي سنة ست وخمسين وأربعمائة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015