وفيه درّس الشَّيْخ صدر الدِّين عبد البر بْن رزين بالقَيْمُرية لسفر مدرسها القاضي علاء الدِّين أَحْمَد بْن قاضي القضاة تاج الدّين ابن بنت الأعز [1] .
وفيه، أعني ربيع الآخر، انتهت عمارة دار السّلطنة بقلعة دمشق، ودخل فيها نحو أربعة آلاف دينار فِي الزّخرفة. وعمل النّائب للسلطان دِهليزًا عظيما إلى الغاية طولُ عموده بضعةٌ وثلاثين ذراعا ست وصْلات، لا يمكن الشخص أن يحضنه، والفلكة الّتي فِي أعلاه كأنها فردة طاحون. وهو من هذه النّسبة.
وتنوع فِي عمل خامه وغرم عليها أموالا.
ونُصب بالميدان ليراه السلطان، فقاسوا المشاقَ حَتَّى انتصب، فجاء هواءٌ عاصف فرماه، فشرعوا فِي عمل دِهليزٍ أصغر منه [2] .
وفي جُمَادَى الأولى دخل دمشقَ الملك الأشرف [3] ، ثُمَّ صلّى بجامع دمشق يوم الْجُمُعَة بالمقصورة، وأُسرِجت له شموعٌ كثيرة، وخلع على الخطيب عزّ الدِّين الفاروثيّ.
وأقام السّلطان بدمشق عشرة أيام، وسار إلى حلب فدخلها في أواخر الشهر بالجيوش [4] .